تغيير معظم الأجانب أهم الأولويّات
لا يرغب الترجي في أن يكون حضوره خلال النسخة القادمة من رابطة الأبطال مشابها للنسخة الماضية في نصفها الثاني فالترجي وبعد بداية قوية مكنته من تصدّر مجموعته سريعا عقب جمعه 10 نقاط في أول 4 مقابلات تعثّر خلال اخر 5 مقابلات حيث عرف خلالها انتصارا وحيدا عادلت قيمته الهزيمة بما أنّه لم يترشح إلى نصف النهائي رغم انتصاره على الزمالك المصري 1ـ0 في رادس.
كما أن الترجي خسر السوبر القاري ضد الزمالك المصري بنتيجة 3ـ1 وهي نتائج جعلت الترجي يغادر المسابقات القارية دون مكاسب تذكر بل إن الفريق خسر سريعا ما ربحه خلال سنتين من الهيمنة بعد تتويجه بنسخة 2018 ثم بنسخة 2019. والنجاح في كأس العالم بعد الانتصار على السدّ القطري، لا يمكن أن يغطي خسائر الترجي من النسخة السابقة بما أن الفريق فقد اللقب ومعه فقد الهيمنة القارية وهو مصرّ هذا الموسم على التدارك.
والنسخة الماضية كانت نسخة انتقالية بامتياز بما أن الترجي خسر عديد اللاعبين البارزين مثل أيمن بن محمد وغيلان الشعلالي وسعد بقير وفرانك كوم ويوسف البلايلي ثم أنيس البدري وهذه العناصر كانت تلعب بانتظام وهي من أفضل العناصر في مراكزها في المقابل انتدب الترجي فيلقا من اللاعبين الجزائرين بداية بإلياس الشتي وعبد القادر بدران وبلال بن ساحة وعبد الرؤوف بن غيث ثم محمد لامين توغاي وعبد الرحمان مزيان وانضمّت المجموعة إلى الطيب المزياني الذي سبقهم في التعاقد مع الترجي. كما ضمّ الترجي خلال الصيف الماضي فادي بن شوق والصدقي الدبشي وكوامي بانصو وضمّ في جانفي محمد علي بن حمّودة.
فارق في المستوى
خلال النسخة قبل الأخيرة من رابطة الأبطال صنع الترجي الفارق بفضل مواهبه الفردية أساسا وخاصة سعد بقير في نسخة 2018 ويوسف البلايلي في نسخة 2019 ولكن خلال النسخة الماضية لم يجد الترجي الدعم من الأسماء الجديدة رغم أنّه انتدب عددا كبيرا من اللاعبين (10 لاعبين).
وباستثناء الإيفواري كوليبالي وبدرجة أقل الليبي الهوني والجزائري عبد القادر بدران فإن فترات الفراغ التي مرّ بها أجانب الترجي كانت أطول من فترات الانتعاش فكل العناصر الجديدة فشلت في عديد المقابلات وخاصة عبد الرحمان مزيان. فهذا اللاعب كان قبل سنوات من أفضل اللاعبين الجزائريين ولكن منذ قدومه إلى الترجي لم يكن جاهزا من الناحية البدنية للتعامل مع المقابلات وبعد التوقف القسري اعتقد الجميع أنّه سيكون المنقذ ولكن باستثناء بعض الفترات القصيرة التي أظهر خلالها أنّه يملك مستوى أفضل من البقية فقد ظهر مثل أي لاعب شاب يتحسّس الطريق ووجوده خارج قائمة الترجي في لقاء السوبر الهام ثم في لقاء نهائي الكأس أكبر دليل.
الفاشل الثاني من صفقات الترجي هو المدافع توغاي الذي تصوّر الجميع أن صغر سنّه سيضمن له إحالة اليعقوبي وشمّام على بنك الاحتياط ولكن مجريات المقابلات كشفت أن هذا اللاعب لا يقدر على فرض نفسه أساسيا وأن ما دفع من أجل انتدابه كان يكفي لضمّ لاعبين آخرين من البطولة.
من جهته لم يقدر بلال بن ساحة على إقناع المدرب بقدراته وقد استفاد من إصابة عديد العناصر ليلعب في نهاية الموسم ولكن من الواضح أن الترجي تسرّع في التعاقد مع هذا اللاعب بدليل أنّه أول العناصر التي تمّ الاتفاق على تسريحها حيث سيغادر إلى مولدية الجزائر. كما أثبتت المقابلات الأخيرة أن واتارا في نسخة هذا الموسم لن يكون المهاجم الذي سيحلّ مشاكل الترجي باعتبار أنّه سجّل 4 أهداف فقط وبالتالي فإن رحيله أصبح مسألة وقت بما أن الترجي عرض على مستقبل سليمان التعاقد معه ولكن واتارا رفض وإدارة الترجي تبحث عن حل من أجل تسريح هذا اللاعب.
وبالنسبة إلى فادي بن شوق فقد كانت بدايته واعدة وأنقذ الترجي في عديد المقابلات وخاصة ضد الرجاء المغربي ولكنّه لم يشارك بانتظام خلال النصف الثاني من الموسم والذنب ذنبه بلا شك فلا نعتقد أن الشعباني اختار إبعاده عن التشكيلة بل إن بن شوق هو الذي خسر المنافسة سريعا.
جيد ولكن
بالنسبة إلى كوامي بانصو وعبد الرؤوف بن غيث فإن مستوى كل واحد منهما لم يكن مستقرا فكوامي تألق خلال فترة ما قبل عودة كوليبالي إلى اللعب ومنذ استعادة الايفواري مكانه الأساسي خسر بانصو المنافسة ثم تراجع مستواه كثيرا قبل أن يستعيد الاعتبار في نهاية الموسم وبالنسبة إلى بن غيث فإن مردوده كان مرتبطا بما يقدّمه الفريق ككل ولم ينجح في رفع المستوى مثلما كان يتمنى الجميع ولكن نعتقد أن الترجي سيبقي على اللاعبين وخاصة بن غيث باعتبار قدرته على اللعب في عديد المراكز وهو ما ينطبق على إلياس الشتي الذي كانت بدايته واعدة ولكن تتالي الإصابات العضلية حرمه من تأكيد مستواه خلال النصف الأول.