المناظرة الأخيرة..اتهامات بالرشوة وكلمات جارحة تشعل السباق بين ترامب وبايدن

أيام قليلة تفصلنا عن انتخابات الرئاسة الأمريكية والتى يعيش فيها الشعب الأمريكى حالة من القلق والاضطراب لاختيار مرشحه خصوصا فى ظل انتشار جائحة فيروس كورونا واحتجاجات جورج فلويد التى غيرت الكثير من مفردات المشهد السياسى والاقتصادى فى الولايات المتحدة.

ومع اقتراب الاستحقاق الرئاسى، يشتدّ تبادل الهجمات والاتهامات بين المرشحين للرئاسة، الأمر الذى برز خلال المناظرة الأخيرة بين الرئيس الجمهورى دونالد ترامب، والمرشح الديمقراطى جو بايدن.

وباء كورونا

البداية جاءت من خلال الحديث عن وباء كورونا، حيث اتهم بايدن خلال المناظرة، إدارة ترامب بأنها استخفت بالأزمة ولم تتحمل المسؤولية كما ينبغى، وقال إن على ترامب عدم الاستمرار فى منصب الرئيس بعد وفاة أكثر من 220 ألف أمريكى بسبب كورونا، مشيرا إلى أن الأعداد ترتفع فى الولايات المتحدة بمعدل أعلى من أوروبا.

وأوضح بايدن: “نحن لم نتعلم أن نتعايش مع كورونا كما يقول ترامب، لكننا نموت بسبب الوباء”، وعارض فتح المدارس والأماكن العامة إلا مع ضمان وجود تباعد اجتماعى وفحوصات كافية.

واتهم بايدن ترامب بأنه كان علم بمدى خطوة فيروس كورونا فى يناير، و”رغم ذلك لم يخبر الشعب الأمريكى بهذا”.

فيما دافع ترامب خلال المناظرة عن إدارته للأزمة، قائلا إن إجراءاته ساعدت على تقليل أعداد الوفيات وأن سياساته أنقذت أرواحاً، كذلك أكد أن ذروة الوباء انكسرت فى عدة ولايات أمريكية.

كما لفت إلى أن عمليات تطوير لقاح كورونا تسير بشكل جيد، مؤكدا توفير اللقاح خلال أسابيع. كذلك شدد على أن منافسه بايدن تعامل بمنهى السوء خلال أزمة إنفلونزا الخنازير خلال عمله بالسلطة.

العلاقات الأمريكية الروسية

أما فيما يخص العلاقات مع روسيا، أكد دونالد ترامب، أن بايدن حصل على أموال من موسكو بلغت 3,5 مليون دولار، وقال إنه “لا يوجد من هو أكثر صرامة منى إزاء روسيا”.

ورد بايدن على منافسه ترامب، قائلا “أنا لم أحصل قط على أى اموال من أى مصدر خارجى أو أى دولة وأنا أفصحت عن سجلاتى الضريبية”، مطالبا ترامب بالكشف عن سجلاته الضريبية.

وتساءل بايدن: “لماذا لم يتخذ ترامب قرارا بشأن ما أثير حول دفع أموال لقتل جنود أمريكيين فى أفغانستان؟”
وقال بايدن، إن أى دولة تتدخل فى الانتخابات ستدفع الثمن إذا أصبحت رئيسا سواء كانت روسيا أو الصين أو إيران.

ومن ناحيته قال ترامب، “محاميى يعمل حاليا على إعداد السجلات الضريبية وأنا دفعت ملايين الدولارات كضرائب”.

العنصرية

كما شن بايدن أيضا هجوما آخر على ترامب، قائلا إن “هناك عنصرية ممنهجة فى الولايات المتحدة” ضد الأقليات العرقية، مضيفا أن “ترامب واحد من أكثر الرؤساء عنصرية فى التاريخ، فهو الرئيس الأول الذى يرفض الاندماج”.

وتابع بايدن، بإن إدارة ترامب فصلت المهاجرين عن أبنائهم و”ليس المهربون من فعلوا هذا”، فى إشارة إلى سياسة الإدارة الأمريكية الحالية بشأن المهاجرين.

وفى المقابل، قال ترامب إن إدارة أوباما اتخذت سياسات خاطئة بالنسبة للهجرة. ودافع الرئيس عن تعامل إدارته مع السود، قائلا: “لا أحد أفاد الأمريكيين من أصول إفريقية مثل ترامب. أوباما وبايدن لم يفعلا أى شيء. ربما رغبا فى ذلك لكنهما لم يفعلا. بذلنا الكثير من الجهد فى هذا الملف”.
وتابع ترامب، بأن الحدود الأمريكية أصبحت أكثر أمانا الآن، مشيرا إلى أن “عصابات تهريب المهاجرين تستخدم الأطفال ذريعة للعبور”.

قضايا البيئة

وفيما يخص قضايا البيئة، اعتبر بايدن أن الاحتباس الحرارى يمثل تهديدًا وجوديًا وأن خططه الخاصة بمسألة تغير المناخ ستخلق وظائف فى قطاع البيئة.

فيما دافع الرئيس عن سياسات إدارته بشأن البيئة. وقال إنه سحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ لأنها غير عادلة وكان من شأنها أن تكلف آلاف الوظائف الأمريكية.

وتطرقت المناظرة أيضا إلى علاقة الولايات المتحدة بكوريا الشمالية، حيث أكد المرشح للانتخابات الأمريكية، جو بايدن، أن ترامب يمنح الشرعية للنظام فى كوريا الشمالية وزعيمها “البلطجى” على حد وصفه.

بينما دافع ترامب عن مفاوضاته مع بيونج يانج، وقال إن سلفه باراك أوباما اعتبر كوريا الشمالية “تحديا كبيرا”، وخطط لشن حرب نووية ضدها، لكن “زعيمها أصبحت تربطه بى علاقة جيدة ولن يفكر فى عمل عدائي”.
استطلاعات الرأى

وبحسب استطلاعات الرأى التى تلت المناظرة الرئاسية الأخيرة بين الرئيس دونالد ترامب، ومنافسه فى الانتخابات، فأن بايدن قدم أداء أفضل.

ووفقا لشبكة “سى إن إن” الأمريكية، قال 28% فقط إن ترامب فاز بالمناظرة مقابل 67% قالوا إن الانتصار كان حليف بايدن.

وبشكل عام 53% من متابعى المناظرة قالوا إن أداء بايدن كان أفضل مقابل 39% قالوا إن الكفة مالت لصالح ترامب، فيما قال 73% من متابعى المناظرة إن انتقاد بايدن لترامب كان عادلا و26% قالوا إنه ليس كذلك، مقابل 50% قالوا إن انتقاد ترامب لبايدن كان عادلا و49% قالوا إنه لم يكن عادلا.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*