لا يمكن لشبكة المدونين الأحرار أن تنعزل عن نبض الشارع الإعلامي والسياسي وما يكتنف المشهد العمومي من مناكفات.. كل هذه التفاعلات جعلتنا نبدي رأينا حول ما تشهده مدينة الشابة من إحتقان وغليان للتعبير عن غضب أهاليها بعد العقوبة التعسفية التي سلطها رئيس جامعة كرة القدم وديع ابجريء على فريق الهلال الرياضي بالشابة بإنزاله من القسم الأول إلى القسم الرابع نتيجة خلاف شخصي مع رئيس النادي مما إستدعى لجوء وديع ابجريء إلى تفعيل ترسانة من القوانين لإقصاء فريق الشابة من القسم الوطني..
وما إسترعى إنتباهنا في شبكة المدوّنين الأحرار أن إنتصب البراوطية قضاة وحكاما دون معرفة بأبحديات القوانين الرياضية في منبر قناة “أولاد جنيّح” التاسعة المتربصين بالإطاحة بغريمهم في النادي الرياضي الساحلي رضا شرف الدين وشريكه في القناة..
غاب الرأي المخالف وانعدام التداخل على إلى المباشر بعد أن إنعقدت مسرحية تبييض في جلسة تحت الأضواء الكشافة للترويج النزاهة والشفافية المفقودة لرئيس جامعة كرة القدم في تحدي صارخ لذوق وذكاء المتابعين وكان حوارا على المقاس لتبرير المنكر حيث أبدع وديع ابجريء في المغالطة والتضليل والكذب ليكشف لنا أننا كنا أمام شخص Mythomane مصاب بتضخم الأنا لا يحترم الدولة ومؤسساتها وقوانينها وقادر على لعب دور الضحية بسوء فهمه وعدم إستيعابه لما يحدث حوله من عواقب قراراته العرجاء..
كانت حادثة الهلال الرياضي بالشابة خاتمة مسيرة من تراكم التجاوزات المسكوت عنها لأسباب نترفع عن ذكرها تزيد في تعميق إقتناعنا بإنفصام شخصية المتحدث عنه الذي يمتهن طب الشغل في مستشفى نابل ولكنه بدأ مسيرته بالتدرج في المسؤوليات الرياضية بتعيينه رئيس بلدية بن قردان في عهد المخلوع يعني تجمعي لحاس خالص تسلل إلى جامعة كرة القدم منذ سنوات وإحترف إقامة الجلسات الخارقة للعادة بتسريب قوانين على مقاسه ليستفرد بالنفوذ في جامعة كرة القدم ويكون الفاتق الناطق في دولة اللادولة منتهزا الثغرات والنواقص القانونية التي وظفها لخدمة أنانيته وحب الظهور على حساب الآخر ناهيك فقد تعمد قطع الطريق أمام اللاعب الدولي زياد التلمساني لمنافسته في إنتخاب رئيس جامعة جديد ووضع أمامه تشريعات إستثنائية لإقصائه من المنافسة وكان له ذلك بعد أن وضع فصلا في جلسة خارقة للعادة يفرض فيه من شروط الترشح “ستة سنوات من المسؤولية في إدارة الشأن الرياضي” وهو شرط يستجيب لمقاسه دون غيره..
وما زال الشارع الرياضي يتذكر خلافه مع وزير الشباب والرياضة السابق طارق ذياب الذي شخّص داء كرة القدم في تونس وقرر حل المكتب الجامعي أي إعفاء وديع ابجريء من الإشراف على الجامعة التونسية لكرة القدم مما جعل هذا الأخير يلتجئ إلى بوجلغة ويطلب منه التدخل لإنقاذه في رسالة تاريخية يستعطفه فيها تحت يافطة العنصرية الجهوية وإثارة النعرات الطائفية والسياسية..
زد على ذلك فقد تعمد وديع الجريء تنظيم نهائي كأس تونس لكرة القدم في أوج إنتشار جائحة الكورونا في المنستير متحديا قرار وزير الصحة ورئيس الحكومة مما أدى إلى عدم حضور وإشراف رئيس الدولة على هذه الظاهرة الرياضية وقاية من عدوى الإصابة والفراغ التشريعي الممكن حدوثه في أعلى هرم السلطة..
كما لا ينكر أحد مهزلة تحكيمية كان وراءها وديع ابجريء في مقابلة فاصلة بين قوافل قفصة واولمبيك بن قردان أدت إلى فضيحة كروية نقلتها الشاشة على المباشر..
وقد كشف وديع الجريء في الأثناء لجوءه إلى الدمج والخلط بين نشاطه السياسي والرياضي منتهكا قوانين الفيفا ومستغلا نفوذه في الجامعة التونسية لكرة القدم وتمسحه على أعتاب كهنة المعبد الأزرق ومراوغته في ذلك بدعم الحملة الإنتخابية ليوسف الشاهد سنة 2019.. كما لا يفوتنا التذكير بعدم إمتثاله للتنسيق مع سلطة الإشراف في وزارة الشباب والرياضة ورفضه تمكين الوزارة من محاضر جلساته الإستثنائية والخارقة للعادة وتقاريرها المادية والادبية في إجتماعات الجامعة التونسية لكرة القدم منذ سنة 2016 إلى يوم الناس هذا حتى جاء تقرير دائرة المحاسبات ليشكف لنا إخلالات في التصرف المالي لوديع الجريء ناهيك عن تستره عن الإدلاء بتقرير مفصل عن مصاريف مشاركة الفريق الوطني في كأس العالم باليابان كما كشف تقرير دائرة المحاسبات جنوح وديع الجريء إلى التعامل في مقتنيات الجامعة دون فواتير وتفيد معلوماتنا أنه يتعامل مع شبكة من المهربين في عديد الشراءات الغير مضمنة في حسابات الجامعة وهو ما إستدعى نشر قضية ضده في الفساد ما زالت محل أنظار القطب القضائي المالي وتحديدا شراءه بما قيمته 250 ألف دينار من الأدوية من صيدلية في المحمدية دون فواتير وما يفيد الحاجة لذلك.. وما زاد الطين بلة في توتر علاقته مع رئيس النادي الرياضي بالشابة هو إقدام هذا الأخير على إستصدار إذن على عريضة من القضاء للمطالبة بتدقيق معمق في حسابات الجامعة التونسية لكرة القدم وهو ما أثار حفيظة وديع الجريء لتكون الحرب عليّ وعلى أعدائي جعلته يجهل في تطبيق القانون تعسفيّا دون مرجعية لا أخلاقية ولا قانونية..
صحيح أنّ هنالك متخلدات مالية بذمة نادي الشابة ما زالت محل أنظار القضاء في الطور الإستئنافي ولكنّ إستعجال وديع الجريء في تطبيق القانون دفع بصيرته تجعله سلطة قضائية وتنفيذية للتشفي من صاحب تدوينة إستفزازية تمس من نزاهته بل تؤكد إنحرافه بالسلطة نتيجة سلوكياته اللاحقة لقراره التعسفي الذي عاقب بمقتضاه جهة الشابة وشبابها الغير معني بخلافه مع المكشر رئيس النادي..
جمع وديع الجريء بعض وثائقه في منبر البراوطية في قناة “أولاد جنيّح” الطامعين في الإستيلاء على فريق النجم الرياضي الساحلي من رئيسه المتخاذل رضا شرف الدين بالإستعانة بخدمات وديع الجريء الجليلة جداا.. جداا.. الذي يزعم تطبيق القانون لمآرب مصلحية متبادلة مع مافيا السلطة.. وجعل من بعبع الفيفا حصنا لتجاوزاته في ترويج أراجيف تفيد بكل مكر أنه في صورة المس بشخصه في خطته تسلط الفيفا عقوبات على الفرق الوطنية آلتونسية وهو محض المغالطة والتضليل خاصة إذا وقع تطبيق الفصل 21 لقانون 1995 الذي يقضي بحل المكتب الجامعي وتركيز هيئة تسييرية اذا فاقت الإعفاءات ستة أعضاء..
إستعرض وديع الجريء عضلات كذبه وإنحرافاته في منبر قناة “أولاد جميّح” للإيهام بمظلوميته المفتعلة وهروبه إلى الأمام للتستر على إستغلال النفوذ لذاته المرضية بعد أن رفض تسليم تزكية من الجامعة التونسية لكرة القدم لمنافسه طارق بوشماوي حتى يترشح لمكتب CAF ليكون الاناني وديع الجريء بعقليته التجمعية المتوارثة المرشح الوحيد لمكتب CAF.. حيث تهجم أخيرا على خصومه في قناة تلفزية بالسفسطة السخيفة في غياب مختصين في القانون الرياضي يواجهونه بحقائقه الفاضحة لسوء توظيف نفوذه والتمسح على أعتاب من يسيء لتونس في المنابر الدولية..
وقد لاحظنا تطابقا بين الوجوه المساندة لتجاوزات وديع الجريء مع عصابة التضامن التي تقف في تبييض الفاسد شوقي الطبيب الذي يراوح مكانه بين السجن والمحاكمات والفضائح التي تطبخ على نار هادئة في إنتظار اليوم الموعود للمحاسبة.. حيث ما زلنا في شبكة المدوّنين الأحرار ننتظر إصدار قرار جريئا من سلطة الإشراف يضع حدا للفتنة التي أضرم نارها وديع الجريء في جهة الشابة وما جاورها وذلك بحل وإعفاء كامل المكتب التنفيذي للجامعة التونسية لكرة القدم حتى يقع تجنيب البلاد تمردا شعبيا شبابيا شاملا يكتسح جميع الجهات بسحب عضوية جميع الفرق إنخراطها من جامعة وديع الجريء ليرتع فيها وحده مع شلته الفاسدة..
د. الصحبي العمري
عميد شبكة المدوّنين الأحرار