تلك هي حركة التاريخ التي تصنع حراك العنف السياسي


بعيدا عن النزعة الاخلاقية التي تشهدها كل الدول تقريبا داخل مساحة الحراك الفكري السياسي او الأيديولوجي العقائدي الذي يخلق الاندفاع لدفاع كل فرد او جهة حزبية حسب موقفه و أفكاره او مصالح القوى الخارجية التي تدعمه ماديا و معنويا و هذا ما نشهده من تفاقم الازدحام غاية الاستمرار و البقاء سياسيا و هذا ما ينتج الصراع السياسي الذي انتشر بصفة متفاوتة الحدة داخل البرلمانات العالمية … و هذا ما يخلق الاغتيالات و التصفيات الجسدية و انتشار الابتزاز السياسي و تفشي ظاهرة التهديد السري لكل من يقف شوكة معارضة شرسة … و هذا ما يجعلنا ندخل منطقة التحليل السياسي النسبي التقريبي لصحة التكهنات و نذهب بالقول أن العنف والدماء التي تسيل في المجتمعات العربية هي ثقافة التهافت عن السلطة و الانقياد الأعمى بدافع المرض السيادي و هذا ما يغذي الصراعات السياسية تحت مقولة البقاء للأفضل حياة او موت ،. وهي تعبير عن عمق التناقضات في بنية مجتمعاتنا، وكما قال ماركس(وأنا لست شيوعيا بالمناسبة) فإن العنف هو قابلة التاريخ،أي أن الولادة لا تأتي بالمولود إلا غارقا بالدم..تلك هي طبيعة التطور التاريخي، والتناقضات التاريخية لا يتم بتبادل ” الورد و الياسمين “، وكلما كان التناقض أعمق كان من الطبيعي حدوث العنف، والتاريخ يتحرك من جانبه المتعفن (مرة أخرى كما يقول ماركس).
أنا اعتقد أن “النحيب” و البكاء على الاطلال لا يلغي التناقضات العميقة( القومية والطبقية والدينية والثقافية والذكورية والقيم الريفية في مجتمعات ملتزمة بالعادات و التقاليد )…و نلاحظ أن ما يحدث إنما هو مرحلة طبيعية وممر إجباري للتغيير. بالرغم أننا ندين هذا التمشي الغير ديموقراطي و الغير إنساني ..و لكن كل التغيرات الجذرية العالمية تمت بحمامات الدم…وحتى لو انتهت محاولات الإنتقال لسلطة بلغة العنف الإجرام السياسي إلى الفشل و الإحباط للمخططات فإن ذلك يعزز الإحساس بعمق التناقضات …تلك هي حركة التاريخ….
التاريخ السياسي منذ عهد الخلفاء الراشدين و بالرغم ازدهار الإمارات العربية الإسلامية في الشرق و المغرب كلها سطور الكيد و المكر و القتل و الخيانة و الانقلابات و الدسائس و المؤامرت التي تنسج خيوطها ليلا للاطاحة بالحكم و الاستيلاء على استلام السلطة…
الشعب الراقي… الحضاري الذي يؤمن بالفكر السياسي الذي يستمد شرعية سلطة قياداته بالانتخاب لا بالانقلاب يعيش السلم الاجتماعي السليم الذي يساعده على صلابة الوحدة الوطنية التي تحميه من الداخل والخارج….
بقلم : نورالدين بلقاسم

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*