ما حصل اليوم في سبيطلة هو بالفعل حالة نموذجية لا يمكن بحال ان تعكس بعدا وحيدا.. بل هي تعكس كل ابعاد الدولة المتخلية عن شعبها والمسؤول الفاشل الانتهازي..
اولا، اجرام الدولة في الاستهانة حد الاستهتار بمواطنيها، وهي تقتلهم بدم بارد ودون خوف او وجل من الشعب ولا من المحاسبة..
ثانيا، وبالاساس هي تعكس غياب التنمية والتشغيل خاصة في هذه المناطق المهمشة المسحوقة..
ثالثا، الاهمال في ايجاد حلول لمواطنيها، ما يجعلهم يفكرون في حلول خارج منطق القانون والبيروقراطية..
رابعا، غياب الحوكمة وانتشار الرداءة والمحدودية في الكفاءة الناتجة في الجزء الاكبر عن صعود مسؤولين عن طريق المال السياسي الملوث..
خامسا، انتشار المحسوبية والتمييز والكيل بمكياليين على حساب الضعفاء، ما يجعلهم دوما في وضع الاختناق والمحاصرة والاقصاء، ويدفعهم للحلول القصووية..
سادسا، فيما يخص قرار رئاسة الحكومة بعزل الوالي والمعتمد ومسؤولين امنيين، وان كان سريعا فانه لم يكن ناجزا وفعالا، فلا تم اتخاذ قرارات بايقاف المشتبه بهم، ولا تم فك لغز من اعطى الاوامر في قضية من اسهل ما يكون، كما لم يتم حتى الاتصال باهالي الفقيد لمواساتهم واحتضانهم ولو معنويا..
سابعا، ردود الفعل الفورية باللجوء للحلول الامنية في قمع المحتجين، وهو حال الدولة العاجزة الفاقدة للمشروعية، اذ الدولة القادرة والفاعلة لها الامكانيات كي تمتص الغضب بطريقة صادقة (وليست تضليلية)، وتقديم الطمأنة لحفظ حقوق الضحية وعائلته، ومحاسبة المتسببين في الفاجعة، وتقديم الحلول الجذرية لانخرام التنمية..
ثامنا، الاعلام الفاشل كعادته المساند الرسمي للسياسيين الانتهازيين الصاعدين عبر المال السياسي، والمكرس للمحسوبية والتمييز وتدهور التنمية وارتفاع البطالة، يكون دوما الاول في الاستثمار في الحدث والتجارة بالام وعذابات المساكين، وادعاء الشفقة والتعاطف والتضامن..شکری بنعیسی