لغز نهج صربیا. بتونس…ماذا فعلت سعاد عبد الرحيم “لابن عربي” رمز العرفان

تأملوا الصورة انها مأساة العرفان في وطن العميان..
يشطب اسم “محيي الدين بن عربي” من أحد انهج العاصمة ويستبدل باسم دولة صربيا…
تصفيق وبروتوكول ديبلوماسي وصور واعلام وصحافة … وضحكات وفرح …هذا مطلوب انه شان السياسة..
لكن يبدو ان رئيسة بلدية تونس شيخ المدينة السيدة سعاد عبد الرحيم القادمة من تلال النضالات الجامعية في الثمانينات..
انها تعرف كثيرا عن الادوية وتجارة الادوية….
يبدو انها لا تعرف شيئا عن الشيخ ابن عربي… ويبدو ان مستشاريها ومساعديها ومجلسها البلدي خالي الوفاض من ابن عربي…
لا يعرفون لا التاريخ ولا الدين ولا الثقافة ولا الانتروبولوجيا ولا الاتنولوجيا ولا علم الاجتماع ولا علم النفس… ولم يسمعوا يوما بالقطب والوجد.. وما عرفوا الجنيد والحلاج والسهروردي والقشيري…
يبدو ان نهضتها وشيخ نهضتها لا يعرف شيئا عن الشيخ ابن عربي… وما عرف الا لماما.
ابن عربي قطب الصوفية…
الاندلسي صاحب الفتوحات المكية وفصوص الحكم وغيرها…
ابن عربي منظّر الفكر الروحاني الصوفي المغرق في التأويل والعرفان …العاشق للذات الالهية .. الرحالة شوقا الى الله تلك القوة الخارقة الغائبة … وبحثا عن حقيقة الكون وحقيقة وجود الانسان فيه.
ابن عربي انساني حتى النخاع… انساني في قيمه واخلاقه وافكاره…
انا … لست صوفيا .. لكن الرجل أبهرني في نصوصه… أعجزني … أفحمني.. أبكتني..
قرأت الفتوحات المكية… ويا ليتني ما قرأتها …
لقيت عسرا في فهم دلالات الالفاظ ومغازي الكلام… أصابني العجز والحياء…
كيف لمثلي انا ألا أفهم الفلسفة الصوفية الاسلامية في نصوص ابن عربي.؟
كيف لم أفهم معنى المعنى الثاوي في الملفوظ…؟
انه غامض حد الاعجاز في القول.
لكن حيرتي مع ابن عربي …. تلطف بها ما قراته في كتب المستشرقين الدارسين لابن عربي… لقد اصابهم ما اصابني من حيرة الدلالة…
كذلك الباحث نصر حامد ابو زيد غرق في حيرة ابن عربي. واعترف بغموض الدلالة في فلسفة قطب الصوفية الاسلامية.

ثم تاتيك سعاد عبد الرحيم ومن يدور في فلكها من اصحاب الاسلام الديمقراطي وعباءة الدين المزور العاشق للسلطة والاموال … لا العرفان … فتشطب اسم ان عربي ..لانها لا تعرف الا اسماء الادوية ونفاق السياسة وشيوخ الدين الملتحين ….
لانها لم تقرا التاريخ ولا علوم الاديان المقارنة ولا تعرف من الصوفية الا شطحات الحضرة و”سيدي يا جيلاني يا جلول عليك النادي”… انها لا تعرف من هو عبد القادر الجيلاني… الا في الغناء.

خسرت النهضة اسلامها لانها لم تعرف لماذا استقال الصوفية عن الخوض في السياسة … انهم اختاروا الروح والله والحق والوجد …
النهضة اختارت السلطة والمال والاعلام.
لكن .. يا سادتي …
اليوم يقتل رئيس حكومتكم يوسف الشاهد 15 رضيعا من الولدان لانه رفض ان يخصص اموالا للصحة العامة حتى يتداوى الناس وحتى يجد الولدان دواء غير فاسد.

اليوم انتم يا شركاء الائتلاف الحاكم .. انكم تغتالون ابن عربي من ذاكرة ضمير جماعي مسكون بهويته وبمقومات شخصيته التاريخية .. انكم تشوهون التاريخ وتردمون لذة الروحانيات .. لا بارك الله فيكم .
يا قتلة الولدان وقتلة ابن عربي.

زمن التعس هذا… ام زمن النحس…
سوف نبكيك يا ابن عربي… كما بكت نساؤنا ولدانها.

ملاحظة : ” أعدنا نشر هذه المقالة حفظا للذاكرة الشخصية والجماعية.. حتى لا يضيع النص.”

المعز الحاج منصور

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*