السلم الاجتماعي و الشراكة السياسية الوطنية

أيها الشعب التونسي الأبي .. أينما كنتم وحيثما كنتم ..
رجالاً ونساءً .. كباراً وصغاراً ..

قهوة صباح قهوة الشفاء و العزة و الكرامة و النفوس الصافية و العقول الراقية و اسعد الله صباحكم بكل خير و سعادة لا تنتهي وأنتم بخيـر جمعا وانتم في أحسن حـال ..
قد تبدو أوضاعنا غير طبيعية نعم نختلف سياسيا و هذا طبيعي و منطقي لكن في حدود الاحترام لأننا خصوم أفكار و لسنا أعداء نتربص إلى بعضنا بمنطق الثأر.، وهذا أمر لم يعد أحد يختلف عليه ، ولابد أن نسير ببلادنا وشعبنا الى الوضع الطبيعي مهما كانت المصاعب ومهما كانت العوائق التي قد تبدوا أمامنا …
نعم تونس تتسع للجميع و الساحة السياسية قادرة على احتواء ملايين الأحزاب السياسية و لا مجال إلى تحطيم الديموقراطية و تعطيل الإنتقال الحضاري الشرعي لسلطة نحن الشعب الذي يطرح نموذج التعايش السلمي السياسي…
ولكي نتجاوز المحنة التي نحن فيها و نقصد بالمحنة الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية التي لم تكن في مستوى تطلعات الشعب و تحقيق نقاط أهداف الثورة….
فلابد أن نعقل أنه لايمكن للحقد القاتل ولا للسلبية المتخاذلة ولا للتفرق المذموم ولا للتناحر المستمر ولا للقوة العمياء ولا للغباء السياسي ؛ _ كل ذلك _ لا يمكن أن يسهم في تجاوز
مانحن فيه ..و تحقيق الرفاهية الإجتماعية و القفزة الاقتصادية التي نحلم حكومة و شعب بلوغ تحقيقها….
اليوم علينا أن نستوحي من حبنا للوطن و لحمتنا و تماسك صفوفنا حكومة و شعب… نعم يجب خلق أُلفةً لا تنفصم ونية حسنة في أن تكون حياتنا و طريقة خطابنا و توجهات إعلامنا و اسلوب تعاملنا اليومي كما يجب غرس روح الانسجام و التضامن و زرع بذور الأمل و حسن النظرة المشرقة إلى المستقبل.. نعم يجب إعطاء فرصة للتفكير الجاد والعميق في الآلية المثلى لإنجاح المسار الذهبي الذي نطمح إليه ” السلم الاجتماعي و الشراكة السياسية الوطنية ” إنقاذاً لبلادنا وشعبنا من ماهو أسوأ مما نحن فيه …… تونس اليوم في حاجة إلى حشد الهمم و حماس شبابها و خبرة قدماء الأجيال… تونس اليوم في حاجة إلى نبذ سياسات الإقصاء لأن الحل جماعي و ليس نخبة تبحث عن تسويق أفكار الحقد و الكراهية و الرجوع إلى سياسة الحكم الواحد و الحزب الواحد…
إن بإمكاننا أن نكون حكماء لا حمقى ، وأن ننثر على طاولة الحوار كل مافي النفوس والعقول من أفكار ورؤى إيجابية تعين على الحفاظ على ماتبقى من سقف الدولة قبل أن يسقط على رؤوس الجميع لأننا أصبحنا نعيش الرعب و الخوف حين نتأمل الحاضر المزري فكيف ستكون التأثيرات على المستقبل ……

 

يكتب اليكم نورالدين بلقاسم

Comments are closed.