لعلك مثلي تقرأ الكثير من النصائح هنا وهناك وتستمع لحكم الأجداد وزن الأمهات والآباء، ولا يخلو حسابك الاجتماعي الإلكتروني من مقولات للمشاهير، ناهيك عن تطبيقات الأحاديث لحياتك اليومية. زخم كبير من الكلمات التي ربما لا تسمن ولا تغني من جوع، بل ربما تزيد الطين بلة. إلا أنني وجدت أن هناك أمورًا أساسية إن التزمت بها أضحت حياتك أفضل من ذي قبل وهي عشر كالتالي:
- لا تتجاهل القواعد الاجتماعية بالكلية، فهناك خلفيات ثقافية لكل مجموعة من الأفراد تمثل جزءًا من يومهم ومايحبونه وما اعتادوا عليه وما يألفونه ويرتاحون له. فلا تهاجم الآخرين في مثلهم العليا، والتي يرتبط بعدها بقناعاتهم وممارساتهم الاجتماعية.
- لا بد أن تتعلم من تجاربك فلا تكرر أخطاءك. من المهم جدًّا أن تتعرض للفشل والرفض والحرج بشكل معقول وتتعلم كيفية التعامل معهما.
- ابتعد عن الغضب حينما ينتقدك أحدهم، فليس كل من يبدي رأيه بالضرورة يريد إهانتك أو الاستخفاف بك.
- لا تبالغ فيما لا مصلحة لك بتكبير حجمه. الوسطية ممتازة ومنشودة، لكن المبالغة غير محمودة إلا في حالات الخطر الحقيقي والدفاع عن حقوقك.
- قدر نفسك فلا يوجد شخص غبي في كل شيء، وإن وجد فهو يعتبر مريضًا بنقص في نسبة الذكاء. لا بد لك من مدح نفسك في بعض الأمور . ولست هنا بصدد منحك نصيحة كتلك التي لا تسمن ولا تغني من جوع أمثال (لا تكن مغرورًا ولا متواضعًا) فلا تعرف إن كان القصد هو إعداد شاي بحرارة متوسطة مثلا! تقدير نفسك حق عليك فافعل ذلك يوميًّا حتى لو لم تكن سوبرمان زمانك.
- كن عفويًا ولا تمنع نفسك من المواجهات الاجتماعية للحوار حول أمر ما، ولتفاهم أفضل في علاقاتك. الكثير من الأمور يحتاج الى توضيح وتفسير لكثرة المغالطات اللامنطقية في مجتمعاتنا ولكثير من سوء الظن. تجد فلانة تكلمت كلمة عفوية ثم تنهال التبريرات والتفسيرات وتذكرها زميلتها بها بعد عشر سنوات، بالرغم من أنها هي نفسها لم تتذكرها من قبل! يكفي أن تقوم بتوضيحات صغيرة مختصرة وعفوية من حين لآخر.
- ثق بنفسك وبأنك تستطيع الاعتناء بشؤونك الشخصية. لن تموت إذا ما عشت وحيدًا مثلًا وليست هذه دعوة لك بالطبع لتكون وحيدًا، فمن منا لا يحب أن تلتفت إليه أمه، وأبوه، وأخته، وصديقته، وزوجه، وزميل عمله، بإرسال هدية صغيرة إليه أو العناية بأي من شؤونه ومساعدته فجأة وبدون مقدمات وأسباب، ليمنحك ربما دقائق إضافيه من الراحة. إلا أن اعتمادك على نفسك في 99% من شؤون حياتك أمر مجز لرصيد ثقتك بنفسك.
- انظر للأمور بعمق أكبر، ولا تأخذ الأمور بظواهرها؛ لأن في ذلك اعتماد على مصداقية الآخرين وبهذا تجعل نفسك موضع استغلال. لا أدعوك هنا للتدخل في شؤون الآخرين ورصد ردود أفعالهم وقضاء وقتك في تحليل ما قالوه والمعاني المحتملة، ولكن يكفي أن لا تجعل من نفسك أضحوكة فيستغلك الآخرون لسطحية نظرتك للأمور. صديقك الذي يتصل بك دومًا للسؤال عنك يوميًّا لا يريد منك مجرد صداقة وإن كان صديق الجميع، فلا بد لك من فهم متطلبات شخصيته.
- ركز على إكمال مهامك وإنتاجيتك بينما تتغاضى عن التفاصيل الأقل أهمية. عادة التفاصيل هي التي تكمل المشروع أو أي أمر تبدأ به، لكن هناك دائمًا فخ الأولويات وأنصحك أن تركز على إتمام الأهم. فعندما تتوافر لديك 15 دقيقة للخروج مع صديقاتك في زيارة اجتماعية مهمة، فلا تبدئي باختيار المجوهرات من صندوق مليء، بل احرصي على إنجاز ارتداء ملابسك وتصفيف شعرك، فبقية التفاصيل وإن كانت مهمة إلا أن إتمام مهمتك في التحضير لتلك الزيارة ومجالسة نفسك لدقائق لترتيب أفكارك حول ما تريدين قوله في تلك الجلسة وماتريدين إبعاد الأضواء عنه أمر مهم جدا.
- لا تثق بالآخرين في كل شيء، ولا تقطع علاقاتك بهم بسبب عدم الثقة. أبق حبال العلاقات مع من تخالطهم يوميًّا موجودة، وابحث عن نقاط تستطيع أن تثق بشخص ما فيها بينما تعتمد على شخص ثان في أمور أخرى.