حذار من الفتنة ..

تتواتر الاحاديث منذ مدة عن سيناريوات انشقاقية واحداث مخيفة قد تقع في بلادنا ، احاديث نطالعها علي صفحات الفايس بوك وتتناقلها بعض وساءل الإعلام ومجالس المنازل والمقاهي …..وهذا أمر طبيعي في ظل الصمت المطبق للدولة وكبار المسؤولين وعزوفهم عن تحمل مسؤولياتهم والمسك بزمام الامور لتأمين كل ما هو قانوني والضرب علي أيدي العابثين والمارقين والانتهازيين ، وإحلال الطمأنينة في نفوس المواطنين وتثبيت الاستقرار بالبلاد .

وفي غياب الدولة وانصراف الاحزاب إلي مصالحهم ، تنتشر الإشاعات بغثها وسمينها، فيتسلل الاضطراب والشكوك إلي النفوس وتتحرك الهواجس والمخافة ، وتتوفر الأرضية الملائمة للإشاعات التي تصبح وقودا للنزاعات والخلافات ، وتتحرك الظغاءن والاحقاد والنعرات التي توصل احيانا إلي سيناريوات عنيفة خطيرة كتلك التي جدت مؤخرا بعين سخون وكان ضحاياها تونسيون ما كان لهم ان يقتتلوا من أساسه ………تلك الأحداث لم تكن بريءة ، بل صنعتها واججتها الأيادي المجرمة وخططت لها عقول فاسدة مخربة .

وفي غياب الدولة والمسؤولين كذلك ، يبقي التونسيون هم راس المال الحقيقي للبلاد ومحور اللعبة ، فهم إخوة لبعضهم وأبناء الوطن الواحد بخلافهم واختلافهم ولا يستثني منهم إلا الخونة وكل من تأبط شرا للوطن …..فكونوا يدا واحدة باختلاف أصابعها، وتحلوا باليقظة والصبر ولا تتركوا كلمة السوء والنميمة تفرقكم وتالبكم علي بعضكم ، فالتربص بالنفس حكمة ونعمة ، وحافظوا علي رباطة الجأش ونور التعقل ولا تكونوا فريسة للمكائد والدساءس والفتنة التي تحاك ضدنا وضد بلادنا سواء من الداخل أو من الخارج أو من الاثنين معا .

إخوتي التونسيين ، لقد مرت بلادنا سابقا بازمات عديدة خطيرة ، لكن ….كي حكت الركب في الركب…رجع التونسيون الي أصلهم وكانوا مثالا يحتذي به في التحامهم وتالفهم وتعقلهم ، فكونوا نعم التونسيين لأحلي البلدان ….تونس .

عمر منصور

Comments are closed.