حكايات من القضاء..ما يكفيش الفقر وزيد معاه العطش

نشرت القاضية كلثوم كنو تدوينة فايسبوكية عنونتها ب”ما يكفيش الفقر وزيد معاه العطش”، تحدثت فيها عن معاناة مسنة فقيرة أنهكها العطش. 

وفي مايلي نص التدوينة:

“حكاية من حكاياتي الي عشتها وأنا في القضاء

ما يكفيش الفقر وزيد معه العطش

باش نحكيلكم اليوم على واقعة ما نجمتش تتمحى من مخي.

كنت متعهدة بالبحث في قضية سرقة محرك بئر عميقة في منطقة من مناطق الوسلاتية .وكانت الشكوك متجهة نحو أحد المشرفين على جمعية مائية عنده خلافات كبيرة مع متساكني الجهة بسبب قطع الماء عليهم خاطر فيهم الي ما دفعش معلوم استهلاك الماء وأثناء البحث في القضية استدعيت عدد من الشهود وكانت من بينهم امرأة متقدمة في السن.

وكيما جرات العادة خرجت السيدة الكاتبة ونادات على الشاهدة الي دخلت وكيف هزيت رأسي نلقى قدامي مرا ما شاء الله طويلة لكنها محنية وشادة في يدها دبوزة متاع قزوز فيفا و لابسة لباسنا التقليدي ملية والا ملحفة (كل واحد كيفاش يسميها ). وكانت المسكينة تلهث وظاهرة تاعبة برشا.

كيف طلبت منها باش تقعد على الكرسي باش نبدا نسمعها بقات تغزرلي قلتلها اتفضل أقعد قالتلي ميسالش خليني واقفة قلتلها لا لازم تقعد باش نحكي معك شوية.

بقات المرا تغزر للكرسي بعض الوقت ومن بعد قعدت على طرطوشة الكرسي وأنا مانيش فاهمة في البداية علاش .قلت زعما المرا مربوثة وخايفة من تواجدها في محكمة رغم أن التحقيق في مكتب ومانيش لابسة الزي القضائي بعد قلت تطلعش المرا مضطربة نفسيا.

ما نطولش عليكم قعدت الشاهدة وبعد ما أعطلتني بطاقة هويتها الي كانت حاطتها في ساشي في شونها قلتلها توة قبل ما نبدا نسمعك باش تقسم الي ما تقول الا الحق وراهو كان تشهد بالباطل تنجم تتعرض لعقوبات.

قالتلي شنوة معناتها؟

قلتلها راهو حسب القانون ما نجم نسمع شهادتك الا ما تقول أقسم بالله العظيم ما نقول كان الحق وما لازم تقول كان الحق. أنا كملت الجملة ونشوف في المرا حلت عينيها وغزرتلي غزرة غريبة فيها برشا وجيعة.

قلتلها ماك لاباس؟ بقات ساكتة مدة ومن بعد نغزر لدموعها هابطة تقول سبالة وحليتها بالقوي وجاوبتني بالشهقة: وكلماتها عمري لا ننساهم لتوة في وذني: “بنيتي سامحيني ما نجمش نقسم بالله خاطرني ما نيش طاهرة.

عندي أكثر من عام ما غسلتش لا لحمي ولا شعري وهذاكا علاش ما حبيتش نقعد على الكرسي باش ما نوسخهولكش”

وطول المرا تنحي الفولارة الي على راسها وتوريلي شعرها كيفاش يابس وتقلي الملحفة الي لابستها عندها أشهرما طبتش الماء ” وقالتلي: “بنيتي ألقيلنا حل يرحم والديك رانا عطشنا رانا توسخنا”.

تلفتت للسيدة الكاتبة وميسالش نذكر اسمها خاطرها شاهدة على الحكاية نائلة سويدان لقيت دموعها تسكسك وأنا قلبي عصر عليا وبقيت شادة روحي بالسيف.

قلت للمرا الشاهدة شنوة المطلوب مني أنا وانجم نعملهولك ؟ قالتلي تعطيوني شوية ماء نهزو معايا راني اميمتك مشيت تقريب 4كلم على رجليا باش وصلت لدار معلمات يسكنو قريب للمدرسة وعندهم ستيرنا متاع ماء عباولي الدبوزة الي في ايديا وخايفة كان تفرغلي.

قلتلها توة نتصرف في حكاية الماء وتوة أكيد توة نلقاو الموتور متاع البئر ويرجعلكم الماء.

وقلت الكلام هذا للتخفيف عليها وقلتلها لكن ميسالش اقسم الي باش تشهد بالحق وربي راهو يعلم بظروفك.

الحاصل بعد ما كملت معها خرجت السيدة الكاتبة من البيرو ومشات لمدت الدبابز الي في مكاتب الزملاء وعباتهم وحطتهم في زوز ساشيات كبار ومدتهم للشاهدة العطشانا.

وصدقوني الاحساس الي حسيتو وقتها تمنيت الأرض تبلعني. المرا شوية لا داخت بدات تقول:” الماء هذا الكل ليا نا ” وعاودت الجملة ممكن أربعة خمسة مرات وهي مغادرة المكتب هي والسيدة الكاتبة الي عاونتها على هبوط دروج المحكمة. ونخليكم تتصورو انتوما وحدكم البقية.

بقيت مدة الماء ولالي مر وما نبلعهو كان بالسيف #الفقر #والعطش #ياسر عليهم”.

Comments are closed.