تجتمع أبرز الدول المنتجة للنفط، يوم الأربعاء القادم، لمناقشة زيادة الإنتاج، فيما بلغت أسعار الخام أعلى مستوى لها، منذ سبع سنوات، على خلفية التوترات الجيوسياسية.
الاجتماع المرتقب عبر الفيديو بين الأعضاء الـ13 في منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) والدول العشر المتحالفة معها، في إطار اللقاءات الدورية التي تعقدها المجموعة منذ هزّ وباء كوفيد الأسواق.
ويتوقع العديد من المحللين بأن تقرر المجموعة، التي تضم السعودية وروسيا، مواصلة زيادة الإنتاج بـ400 ألف برميل يوميا، في مارس.
وسيتوافق ذلك مع استراتيجيتها لاستئناف زيادة الإنتاج منذ ماي العام الماضي، بعد الخفض الكبير للإنتاج الذي كان يرمي لوقف تراجع الأسعار عندما بدأ تفشي الوباء.
وقال محللون في “كابيتال إيكونومكس” “مع ذلك، لن نستبعد تماما زيادة أكبر، نظرا لأسعار النفط المرتفعة والانتاج المنخفض لـ+أوبك بلاس+ مؤخرا”.
وتجاوز سعر برميل برنت 90 دولارا الأربعاء، وهو مستوى غير مسبوق منذ تشرين الأول/أكتوبر 2014.
كما بلغ سعر برميل غرب تكساس الوسيط أعلى مستوى له منذ أكثر من سبع سنوات في وقت سابق هذا الشهر، على خلفية تراجع المخاوف حيال المتحورة أوميكرون والتوترات الجيوسياسية.
عقوبات على روسيا؟
ولوّحت الولايات المتحدة وبريطانيا الأحد بعقوبات اقتصادية جديدة و”مدمّرة” على روسيا فيما كثّفت واشنطن وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي جهودها لمنع أي غزو لأوكرانيا.
وازدادت المخاوف من غزو روسي وشيك في الأيام الأخيرة، رغم نفي موسكو ومناشدة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تجنّب إثارة “الذعر” على خلفية حشد موسكو قواتها على الحدود.
وأفاد المحلل لدى “إس إي بي” بيارن شيلدروب أن من شأن أي غزو لأوكرانيا أن يؤدي إلى “عقوبات قاسية جدا” على موسكو.
وأضاف لفرانس برس “سيوقف (ذلك) صادرات الغاز الطبيعي إلى أوروبا بشكل إضافي. وستكون أسعار الغاز الطبيعي والطاقة في أوروبا أعلى بكثير من الأسعار المرتفعة للغاية التي نشهدها حاليا”.
وأما في الشرق الأوسط، فشن المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران، الذين استهدفوا السعودية مرارا، ثلاث هجمات صاروخية استهدفت الإمارات الشهر الحالي وقع آخرها الاثنين.
وتشارك الإمارات في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن دعما للحكومة اليمنية ضد الحوثيين. وسحبت في 2019 قوّاتها من البلد الفقير الغارق في نزاع مسلّح منذ 2014، لكنّها لا تزال لاعبا مؤثرا فيه.
بلوغ الأهداف
وفضلا عن ضبابية الوضع الجيوسياسي، أشار محللون إلى أن دول “أوبك” ومنتجين آخرين يواجهون صعوبات في بلوغ الأهداف الرامية لزيادة الانتاج بـ400 ألف برميل في الشهر، ما يفاقم الضغط على الأسعار.
وقالت المحللة لدى “رايستاد إنرجي” لويز ديكسن إن “القصور في أداء (تحالف) +أوبك بلاس+ وتقاعسه يؤديان إلى ارتفاع أسعار النفط فيما لم تنفّذ المجموعة أهدافها المعلنة في الإنتاج بنقص يبلغ مئات آلاف البراميل”.
وأضافت أن التحالف “تمسّك بدور سلبي في الحوار رغم الضغط الخارجي، خصوصا من الولايات المتحدة، لزيادة الانتاج وخفض أسعار الوقود”.
كما لفت شيلدروب إلى أن السعودية، أكبر منتج، أوضحت في آخر اجتماع أنها “لن تزيد الإنتاج بما يتجاوز السقف الأعلى الذي حددته من أجل تغطية خسائر أعضاء آخرين”.
أ ف ب