بركة من الأوحال تمنع المارة من السير في وسط الطريق، حفر في كل مكان، طرقات مهترئة وحالة عبر عنها المتساكنون بالكارثية في انتظار مشاريع استثمار بلدي لتنطلق في التنفيذ.
هنا في مدينة قلعة سنان من ولاية الكاف، التي عرفت بمائدة يوغرطة وهي هضبة مرتفعة ب 1271 هكتارا تغطي مساحة 81 هكتارا على الحدود التونسية الجزائرية.
طرقات مهترئة وأخرى غير معبدة
حفر ملأت كل طريق معبدة إلى جانب الكثير من الطرقات الغير معبدة أو التي تمت برمجة التدخل فيها منذ سنوات ولازالت الوعود من المجلس البلدي لم ترى النور لتطبيقها.
لطالما كتبت المشاريع ببرامج الاستثمار التشاركي، لكن أغلبها في الفترة الأخيرة أوكل إنجازها لوكالة التجديد والتهذيب العمراني وتعود الأسباب إلى افتقار البلدية لفريق تقني مع غياب الموارد المادية، حيث تمثل نسبة الأجور 68% من ميزانية البلدية.
حدثنا “س.ش“مواطن بحي يوغرطة: “طريق عندو عام على أساس باش يصلحوه وكل يوم يقولولنا تو غدوة”.
أثرت الحالة الكارثية للطرقات سلبيا على سلامة المواطنين وأحيانا حياتهم، بكل من حي المنجي سليم وحي يوغرطة والطريق المؤدية إلى الفضاولية والطريق المؤدية إلى البلاعدية وطرقات متفرقة داخل الأحياء.
ابتعدنا عن الطريق الرئيسية الممتدة على طول شارع الحبيب بورقيبة لكن المشهد لم يتغير، حفر وبالوعات غير مهيئة تنتشر على طول الطريق.
في هذا الإطار بلغ المواطنون شكواهم للمجلس البلدي منذ شهر فيفري 2021 حضوريا ورقميا عبر المنصة التي وضعتها البلدية على الأنترنت في إطار خطتها الاتصالية أين وجدنا العديد من الشكاوى التي تمحورت حول البنية التحتية المتمثلة في الحالة الكارثية للطرقات.
https://elbaladiya.tn/kalaat-snan/plaintes
بسواعدهم وبأموالهم الخاصة رغم محدوديتها يعبدون الطريق
أهالي دوار “البلاعدية”، قرية صغيرة تبعد بضع كيلومترات على بلدية قلعة سنان، قاموا بالتطوع لأجل قريتهم وربطها بطريق عبدوها بسواعدهم وبإمكانيات محدودة جدا نظرا لأن البلدية لازالت لم تراعي النظر في مناطق التوسع الذين عانو الأمرين، طريق غير معبدة زادتها أمطار الشتاء طينا منعتهم وسياراتهم من العبور إلى المدينة لقضاء حوائجهم ومنعت أبناءهم من السير في طريق معبدة تنقص تعبهم وتزيدهم مثابرة للمضي قدما للتعلم وقضاء حوائجهم.
لمحة عن المشاريع المدرجة ضمن برامج الاستثمار التشاركي والأموال المرصودة لها
نقص في الفريق التقني للبلدية مع ضعف الإمكانيات المادية إلى جانب عدم استقرار المجلس البلدي وتواتر الاستقالات ما بعد الانتخابات البلدية سنة 2018، كل ذلك وأكثر ساهم في تردي الأوضاع إلى حين إعادة انتخاب رئيس بلدية جديد بتاريخ 9 نوفمبر 2021.
استقر رأي المجلس البلدي في إطار استراتيجيته للإصلاح أن يتم مد المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية المتعطلة للوكالة الوطنية للتجديد والتهذيب العمراني، لتهيئتها في انتظار أن يتم الانطلاق في التنفيذ، أواخر شهر فيفري 2022، حسب ما صرح به رئيس البلدية.
مواطنون يتهمون البلدية بالتقصير
حدثنا سليم عسكري، ناشط بالمجتمع المدني وأصل المنطقة البلدية قلعة سنان، أن الحالة التي أصبحت عليها الطرق حالة شملت كل الأحياء على غرار الطريق بحي المنجي سليم الذي يصبح وادا عند هطول الأمطار “وقت تصب المطر ما إنجموش نروحو لديارنا”.
طريق انطلقت بداية تهيئته، في شهر فيفري 2021، حيث بدأ المقاول بإزالة مادة الإسفلت ومنذ ذلك الوقت لازالت حالة الطريق كارثية.
توجهنا إلى بلدية قلعة سنان للتساؤل عن الحالة الكارثية التي أصبحت عليها الطرقات والبنية التحتية، آملين أن نجد إجابة على تساؤلات المواطنين ومدى انزعاجهم لغياب الدولة.
التقينا رئيس بلدية قلعة سنان السيد “محمد الفاضل غواصي” حيث أجابنا أن: البلدية تفتقر إلى اختصاصي فني وأنها بصدد فتح انتداب يضاف إلى الفريق التقني بالبلدية إلى جانب أنها أوكلت المشاريع إلى وكالة التجديد والتهذيب العمراني لتنطلق الأشغال بنهاية شهر فيفري 2022 على حد أقصى لينطلق المقاول في الأشغال.
الاعتراف بالتقصير في خصوص الحالة الكارثية والتي تستوجب التدخل في أقرب الآجال
أما في خصوص المبادرات التطوعية التي قام بها المواطنون في طريق البلاعدية من مالهم الخاص لتعبيد طريق يعتبر من مسؤولية البلدية، أفاد محدثنا أن البلدية قامت بمساعدة المواطنين الذين قاموا بتعبيد الطريق بخزان مائي وآلة حفر لنقل التراب الخاص بالتعبيد وهو أقصى ما تستطيع البلدية تقديمه من إمكانات، داعيا المجتمع المدني والبلدية من مجلس بلدي وإداريين ومواطنين إلى الوقوف جنبا إلى جنب.
ستنطلق الأشغال أواخر شهر فيفري في بعض الأحياء لتعبيد الطرقات ورفع المعاناة عن المواطنين
بميزانية البلدية وتنفيذ من الوكالة الوطنية للتجديد والتهذيب العمراني آملين تحسن البنية التحتية وانطلاقة
جديدة لبلدية قلعة سنان تحقيقا لمصلحة المواطن.
محمد جوادي
>