اندلعت مواجهات عنيفة، مساء الأحد الماضي، بين إحدى كتائب الجيش الوطني الليبي وقوات تابعة للمعارضة التشادية في منطقة جنوب مدينة الكفرة، لا تبعد كثيرا عن الحدود التشادية.
وقالت مصادر مطلعة لـ”سكاي نيوز عربية”، إن قوات الجيش نجحت في تنفيذ كمين محكم للعناصر التشادية، ما أسفر عن مقتل 26 فردا منهم، بالإضافة إلى ضبط 14 آخرون.
وسبق أن أعلن الجيش الليبي المثلث الحدودي مع كل من السودان وتشاد منطقة عسكرية مغلقة، في 13 يناير الماضي، وغلق المنافذ الحدودية فيها، ومنع مرور المركبات الخاصة وشاحنات النقل المختلفة، وذلك لضبط الحالة الأمنية هناك.
وأوضحت المصادر أن القوات تمكنت من السيطرة على أربعة آليات مسلحة يستخدمها التشاديون في التنقل عبر المناطق الحدودية الوعرة، فيما تتواصل المواجهات ومطاردة فلول عناصر المعارضة.
وأشار الخبير الاستراتيجي العميد محمد الرجباني إلى خوض الجيش الليبي مواجهات بصفة متكررة مع المعارضة التشادية، التي دائما ما تحاول استخدام الداخل الليبي لشن هجمات في عمق تشاد، وقد أسفرت إحدى تلك الهجمات عن مقتل الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي.
وأشاد الرجباني بقدرة الجيش على مجابهة تلك العناصر، وتكبيدها خسائر فادحة، خصوصا وأنها تورطت في الصراع الليبي عبر تحالفات مع مجموعات مسلحة خلال السنوات الماضية، وتسببت في الإشكالات الأمنية جنوب البلاد، وأيضا في المنطقة الغربية.
تورطها في الصراع الليبي
وهنا يركز الباحث السياسي محمد قشوط على الدور الذي لعبته المعارضة التشادية في الصراع داخل ليبيا منذ سنوات، حيث تحالفت مع مجموعات مسلحة من مصراتة، خلال مواجهات دارت مع ميليشيات أخرى في المنطقة الغربية، بالإضافة إلى عمليات نفذت في الجنوب، وأخيرا كانوا الوقود الأساسي في المعارك ضد الجيش الوطني الليبي بمدن الساحل الغربي العام 2020.
ولفت قشوط إلى أن الجيش شن عمليات عسكرية استهدفت مواقع تمركز تلك المجموعات في الجنوب، حيث سعى إلى دفع مجموعات منهم خارج البلاد، حيث مازال لهم موطئ قدم في بعض الأوكار بالجنوب الغربي وحتى الحدود مع تشاد، حيث شنوا هجمات في الداخل هناك خلال العقد الأخير.
ودعا الباحث السياسي طاهر الرياحي، إلى تقديم الدعم الكامل للقوات التي كلفتها القيادة العامة للجيش بضبط الحالة الأمنية في الجنوب، خصوصا في مدينتي مرزق وسبها، وذلك لمجابهة العناصر الإجرامية والإرهابية المنتشرة هناك.
وقال الرياحي إن تقديم هذا الدعم مهم لأن ما يحدث هناك هو “حرب واجب” للدفاع عن سيادة ليبيا وحدودها أمام الاختراقات من جانب المعارضة التشادية، داعيا أهالي الجنوب إلى التلاحم مع قوات الجيش، وتقديم الدعم المعلوماتي وغيره لهم.
وتتواصل العملية الأمنية التي ينفذها الجيش الليبي جنوبا والتي شهدت في إطارها عديد المواجهات مع قوات المعارضة، لعل أبرزها التي وقعت في نوفمبر الماضي، حين باغتت فرقة مهام خاصة رتلا للمعارض في منطقة تربو القريبة من مدينة مرزق، ما أسفر عن تدمير عدد من آلياتهم ومدرعاتهم، والقضاء على من كان داخلها.