نجح فريق من العلماء في علاج فقدان الذاكرة لدى الفئران عن طريق حقنها بسوائل دماغية مأخوذة من قوارض أصغر سنًا – مما زاد الأمل في إمكانية التوصل لعلاجات جديدة للخرف في المستقبل، وفقًا لما نشرته “ديلي ميل” البريطانية نقلًا عن مجلة Nature.
وأخذ الباحثون السائل الدماغي النخاعي CSF، وهو سائل يغسل أنسجة المخ والحبل الشوكي لجميع الفقاريات، من فئران شابة لا يزيد عمرها عن 10 أسابيع. وتم حقن السائل الذي يحتوي على العديد من عوامل نمو البروتين التي تساعد على النمو الطبيعي للدماغ، في أدمغة الفئران الأكبر سنًا والتي يبلغ عمرها حوالي 18 شهرًا.
كما أدت الآلية الجديدة إلى تحسين استدعاء ذاكرة الفئران الأكبر سنًا في إطار مهمة “تكييف الخوف”، حيث تعلموا ربط صدمة كهربائية صغيرة بنبرة ووميض ضوء.
وتُظهر نتائج الدراسة الخصائص المحتملة لتجديد شباب السائل الدماغي النخاعي لدماغ الإنسان المتقدم في السن، ولا يقتصر الأمر على أدمغة الفئران فقط.
وكانت الدراسات السابقة قد أثبتت أن إنتاج السائل الدماغي النخاعي يتناقص بشكل ملحوظ مع تقدم الإنسان في السن، لذا فإن ضخ السائل لكبار السن يمكن أن يؤدي إلى تحسين ذاكرة كبار السن
من جانبه، قال الباحث الرئيسي في الدراسة البروفيسور توني ويس-كوراي بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا: “شيخوخة الدماغ تكمن وراء الخرف والأمراض التنكسية العصبية، مما يفرض عبئًا اجتماعيًا هائلاً”.
ويمكن أن تُعزى التحسينات في الذاكرة التي لوحظت في الفئران الأكبر سنًا، التي تتلقى السائل الدماغي الشوكي من الحيوانات الأصغر سنًا، إلى عوامل النمو التي ثبت أنها تستعيد وظيفة الخلايا العصبية.
كما أدى نقل سائل CFS من الفئران الصغيرة إلى الفئران المسنة إلى استعادة الذاكرة لدى الحيوانات المسنة عن طريق تحفيز إنتاج المايلين، وهو غلاف دهني يعزل الخلايا العصبية في الدماغ، وهي خلايا شديدة الإثارة تنقل المعلومات إلى أجزاء من الجسم عبر الإشارات الكهربائية وتعزز قدرات الإنسان على التعلم والذاكرة.
بدورها،زعمت دكتورة ميريام زوادزكي وبروفيسور ماريا ليهتينن، من مستشفى بوسطن للأطفال في ماساتشوستس، اللتان لم تشاركا في الدراسة، أن الباحثين نجحوا في “وضع حجر الأساس في مجال صحة الدماغ والشيخوخة”.
وكتبتا أن الدراسة الجديدة ربما تفتح الباب أمام “علاجات [جديدة] للوصول مباشرة إلى [إنتاج سائل] CSF يفيد في علاج الخرف”، الذي يعاني منه حوالي 55 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، بما يشمل، على سبيل المثال لا الحصر، مرض الزهايمر