أشرفت رئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان، مساء امس الجمعة 17 جوان 2022، على افتتاح الدورة 56 لمعرض صفاقس الدولي، بحضور وزيري الصناعة والمناجم والطاقة، نائلة نويرة القنجي، والسياحة، محمد المعز بلحسين، ووالي صفاقس، فاخر فخفاخ، ورئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، سمير ماجول، ورئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية، راضية الجربي، ورئيس جمعية معرض صفاقس الدولي، عبد اللطيف الزياني، الى جانب حضور عدد من رؤساء الهياكل والإطارات الجهوية والمحلية ورؤساء المنظّمات والجمعيات والشركاء والفاعلين الإقتصاديين من تونس ومن دول شقيقة.
واستهلت رئيسة الحكومة زيارتها إلى ولاية صفاقس بجولة داخل متحف الخبز، ثم أعطت إشارة انطلاق سباق الدراجات الذي يندرج ضمن أنشطة المعرض المنظّم تحت شعار الإبداع الشّبابي. كما واطلعت رئيسة الحكومة على مختلف أجنحة المعرض كما استمعت إلى مشاغل عدد من العارضين وتعرفت على منتوجاتهم.
وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، عبرت رئيسة الحكومة عن سعادتها بتواجدها بعاصمة الجنوب صفاقس كما رحبت بكل المشاركات والمشاركين في معرض صفاقس الدولي تحت إشراف رئيسِ الجمهورية قيس سعيد.
وأكّــدت بودن على دعم رئيس الجمهورية والحكومة لولاية صفاقس القطب الاقتصادي المتّميّز والوَاعِد لما تشبّع به متساكنوها من ثقافة التفاني في العمل والجدية في تقديم القيمة المضافة على غرار بقية ولايات بلادنا، مبينة أن حرصها على التواجد بصفاقس، رغم الظرف الدقيق، هو دليل على عزم الحكومة على إيجاد الحلول المــلائمة لإشكاليات جهة صفاقس وخاصة منها البيئيّة والتنموية.
وبهذه المناسبة، توجهت بالشكر لوالي صفاقس على ما يقوم به من مبادرات وجهود مع جميع الأطراف المتداخِلة، والتّنسيق بين مختلف مؤسّسات الدولة وربط الصّلة بين الهياكل المركزية و الجهوية.
كما أكدت على أن الحكومة أولت، منذ مباشرتِها، أهميّة قصوى للوضع البيئي بولاية صفاقس، حيث تمّ تخصيص اعتمادات عن طريق البرنامج الوطني لنظافة المحيط لدعم جهود البلديات في تكثيف تدخلات النظافة والعمل على ارساء الفرز الانتقائي من المصدر، إضافة إلى عملها على توفير حلول فنية تعـطّـل تنفيذها لعدة عوامل لعل أهمها الإشكاليات العقارية والمقبولية الاجتماعية.
وشددت رئيسة الحكومة على سعي الحكومة لتكثيف الجهود من أجل فضّ أزمة النّفايات وايجاد حلول عاجلة وحينية وحلول أخرى متوسطة المدى من خلال تطوير وحدات تثمين ومعالجة النفايات باستعمال مختلف التقنيات والحلول التّكنولوجية وذلك خاصة في إطار الشّراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص.
واعتبرت أنه بهذا التّمشِي يمكن أن تـكون ولاية صفاقس نموذجا لتحقيق الانتقال البيئي في إطار التّنمية المستدامة مع التّأكيد على ضرورة تظافر كل الجهود من حكومة وسلطات جهوية ومحلية ومجتمع مدني لضمان نجاح وديمومة هذه التّجربة.
كما ذكرت بودن بما رصدته الدولة من استثمارات هامّة لقطاع التّطهير، إذ تقدّمت الدراسات فيما يخصّ تطهير مدينتي الصخِيرة و بئر علي بن خليفة، في إطار القسط الأول من برنامج تطهير المدن الصّغرى بكلفة تبلغ 41,6 مليون دينار، إضافة إلى دعم حماية وتهيئَــة الشّريط السّاحلي من ذلك مثلا انجاز مشروع حماية جزر قرقنة وبرنامج التّصرّف المـندمج بجزر الكنايس الى جانب دراسة استصلاح وتهيئة السّواحل.
كما أشارت رئيسة الحكومة، في كلمتها، للبرنامج الوطني للإصلاحات الذي أعدّ بمشاركة موسّعة للخبرات الوطنية وهو برنامج مبْــني على مبادئ و قيم العمل والعدالة الاجتماعية والتّضامن والشّفافية والثّقة ومقاومة الفساد.
ويتضمّن البرنامج المحاور التّالية: تحرير المـبادرة و تكريس قواعد المنافسة النّزيهة، دعم صلابة القطاع المــال ، تطوير أداء وكفاءة القطاع العمومي ،تعزيز الرّقمنة ، تثمين رأس المال البشري ، دعم الادماج الاجتماعي ، إستدامة التنمية.
وتوجهت رئيسة الحكومة إلى الفاعلين الاقتصاديين، مشيرة إلى حرص الحكومة على إزالة العوائق أمامهم، من خلال جملة من الإجراءات العاجلة لتنشيط الاقتصاد وتوفير الأرضية الملائمة ومناخ الأعمال المحفّز للمبادرة والاستثمار التي سيتمّ تنفِيذها وفق روزنامة محدّدة خلال سنة 2022.
أما في ما يخصّ المشاريع الكبرى وفي إطار الشّراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص، أكدت نجلاء بودن رمضان حرص الحكومة على متابعة مدى تقدّم مشروع مترو صفاقس، وعلى التسريع في مشروع إنجاز النّقل الهيدروليكي للفسفاط نحو معامل الصخيرة (المجمع الكيميائي التونسي وتِيفارت) ، وإنجاز محطّة لتحلية مِياه البحر بالصخيرة لفائدة شركة فسفاط قفصة.
وذكرت بانطلاق اشغال بناء محطة تحلية مياه البحر بصفاقس في أفريل الفارط، هذا المشروع الهام الذي سيمكن من الحصول على المياه الصّالحة للشّرب ذات الجودة العالية وتحسين ظروف عيش حوالي 900 ألف مواطن وتنمية الأنشطة الاقتصادية في جهة صفاقس بكـــلفة جمليّة تقدّر بـ 800 مليون دينار.
كما أعلنت بودن أن الحكومة تعمل حاليا على إيجاد حلول لعدد من المشاريع الكبرى المعطّلة لاسيما مشروع تبرورة حيث سيقع قريبا برمجة مجلس وزاري في الغرض بهدف التّسريع في نسق انجاز المشاريع العالقة بما ييسّر العودة التّدريجية للنّشاط الاقتصادي وتحقيق نسب النموّ المرجوة خلال سنة 2022. ولعلّ أهم مثال على ذلك تقدم أشغال مشروع المدخل الجنوبي لمدينة صفاقس في قسطه الأوّل بنسبة 42 بالمائة علما أنّ الكـــلفة الجمليّة لهذا المشروع تقدّر بـ 140 مليون دينار.
وذكرت بأن ولاية صفاقس تعدّ من أهمّ الأقطاب التّنموية بالجمهورية التونسية اعتبارا لوزنـها الديموغرافي ودورها الرّائد في الحياة الاقتصاديـة بما يتّسم به نسيجها الاقتصادي من تنوّع وجودة، وبما يتصف به رأس مالها البشري من تميز. كما ذكرت أن ولاية صفاقس تحتل المراتب الأولى في نسب النّجاح في الامتحانات والمناظرات الوطنية.
وأثنت رئيسة الحكومة على ما حققته جامعة صفاقس من نتائج مشرفة على المستوى الوطني والعربي وحتى الدّولي وعلى نشاطها المتميّز في مجال البحث والتجديد. وفي نفس السّياق، أشادت بالدّور الهامّ للقطبِ التكنولوجي في الإعلامية والملتميديا ومحاضن المؤسسات في تأطير وإيواء المشاريع المجددة وهو ما سيمكنها من الانخراط في التحول الرقمي، وهو ما من شأنه أن يجعل ولاية صفاقس قادرة على دعم تموقعها واشعاعها كقطب تنموي إقليمي وعالمي لاسيما بتوظيف الميزات التفاضلية للولاية في بناء اقتصاد المعرفة منخرط في الانتقال الايكولوجي والطاقي، لما تزخر به المنطقة من طاقات شبابية تتميز بروح الابتكار والمبادرة، ونسيج اقتصادي قادر على مواكبة التطور التكنولوجي.
وفي الأخير، أكدت بودن على وعي الحكومة بمختلف مشاغل المواطنين بالجهة والتزامها بالعمل على إيجاد حلول لمختلف الإشكاليات المطروحة بما من شأنه أن يساهم في تطوير ولاية صفاقس نحو مستقبل أفضل.
واختتمت كلمتها بدعوة الفاعلين الاقتصاديين للمشاركة في التظاهرات الدولية الهامة المزمع تنظيمها قريبا منها المنتدى التونسي للاستثمار ومؤتمر طوكيو الدولي الثامن للتنمية بإفريقيا TICAD والقمة الفرنكوفونية لما توفره هذه التظاهرات من فرص للاستثمار.