راجعت صادرات الحبوب الأوكرانية بنسبة 43 بالمئة على أساس سنوي إلى 1.41 مليون طن في يونيو الماضي، بحسب ما ذكرته وزارة الزراعة الأوكرانية، في مؤشر على الأضرار التي لحقت بقطاع رئيسي من الاقتصاد بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
ومع ذلك، أظهرت البيانات أن صادرات الحبوب لموسم 2021-2022 المنتهي، في 30 جوان، ارتفعت بنسبة 8.5 بالمئة إلى 48.5 مليون طن، مدفوعة بالشحنات الضخمة التي تمت قبل أزمة أوكرانيا، في 24 فيفري.
وتراجعت صادرات الحبوب الأوكرانية منذ بداية الحرب حيث تم إغلاق موانئها على البحر الأسود، الذي يمثل الطريق الرئيسي للشحن إلى حد كبير، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية وأثار مخاوف من حدوث نقص في أفريقيا والشرق الأوسط.
وقالت الحكومة إن أوكرانيا يمكن أن تحصد 65 مليون طن من الحبوب والبذور الزيتية هذا العام، مقارنة بنحو 106 ملايين طن في عام 2021، بسبب خسارة الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية وانخفاض المحصول.
وفي مؤشر على وجود انفراجة في أزمة تصدير الحبوب الأوكرانية أبحرت أمس أول سفينة محملة بسبعة آلاف طن من الحبوب من مرفأ برديانسك الأوكراني الذي تسيطر عليه القوات الروسية، بعد توقف دام عدة أشهر، في خضم الصراع بين موسكو وكييف الذي ألقى بظلاله على تأثر حركة نقل الحبوب، الأمر الذي وضع الغذاء العالمي أمام تحديات جمّة.
وقال رئيس إدارة المنطقة الموالية لروسيا يفغيني باليتسكي، في رسالة له عبر تطبيق “تليغرام”، الخميس، إنه “بعد توقف دام عدة أشهر، غادرت أول سفينة تجارية مرفأ برديانسك التجاري محملة سبعة آلاف طن من الحبوب إلى دول صديقة”.
ويرى خبراء ومحللون اقتصاديون أن جهودًا دولية مكثفة تجرى حالياً للمساعدة في خروج شاحنات الحبوب الأوكرانية إلى العالم الخارجي، للمساهمة في حل أزمة الغذاء وخفض أسعار الحبوب وعلى رأسها القمح، التي ارتفعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، معتبرين أن إبحار أول سفينة اليوم تحمل انفراجة لهذه الأزمة.
كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال في وقت سابق هذا الشهر، إن هناك “مفاوضات صعبة” تجرى لرفع الحصار الروسي في البحر الأسود عن الموانئ الأوكرانية، حيث يتعذر تصدير ملايين الأطنان من الحبوب.
ومع اندلاع الحرب في فيفري الماضي، توقفت صادرات الحبوب الأوكرانية، وظلت الشحنات حبيسة المخازن في الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود. في المقابل، تشكو روسيا من عراقيل تعترض سبل صادراتها بسبب العقوبات الغربية.