أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزرائه دينس شميغال الاثنين، أن إعادة إعمار أوكرانيا ستكلف 750 مليار دولار على الأقل، وأكدا أن هذه المهمة “ستكون مشتركة للعالم الديمقراطي بأسره”.
وتحدث زيلينسكي، في رسالة عبر الفيديو خلال افتتاح مؤتمر لوغانو في جنوب سويسرا الذي حضره شميغال، ويرسم الخطوط العريضة لإعادة الإعمار المستقبلية للبلاد.
وقال زيلينسكي إن إعادة إعمار أوكرانيا هي “المهمة المشتركة للعالم الديمقراطي بأسره. إعادة إعمار أوكرانيا هي أكبر مساهمة لدعم السلام العالمي”، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس”.
من جانبه، تساءل شميغال “من الذي يجب أن يدفع ثمن خطة إعادة الإعمار المقدرة بـ750 مليار دولار؟”، مجيبا أن “مصدرا رئيسيا” للتمويل يمكن أن يكون عبر مصادرة أصول روسيا والأوليغارش الروس المجمّدة بموجب العقوبات الدولية ضد موسكو، في محاولة لوقف القتال.
إعادة الإعمار
وتتراوح تقديرات حجم الأصول المجمّدة بين 300 و500 مليار دولار، بحسب شميغال الذي أوجز أيضا خطة حكومته لإعادة الإعمار المكوّنة من ثلاث مراحل.
وقال شميغال إن الاكثر إلحاحا هو مساعدة السكان المتضررين من الحرب قبل تمويل آلاف مشاريع إعادة الإعمار في مرحلة ثانية، وعلى المدى الطويل، يجب أن إعداد أوكرانيا أوروبية وخضراء ورقمية.
من جهته، اعتبر الرئيس السويسري اينياسيو كاسيس أن إعادة الإعمار والإصلاحات “تسير جنبا إلى جنب، إنها تعزّز بعضها البعض”، داعيا إلى مواصلة جهود مكافحة الفساد على الرغم من الحرب وضمان سير العدالة.
وأطلقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين نداء (المجد لأوكرانيا) لتختتم خطابا شددت فيه على ضرورة إعادة بناء أوكرانيا أفضل ما كانت عليه، مضيفة: “يمكن لأوكرانيا الخروج من كل هذا في طريقها إلى بلد أقوى وأكثر حداثة، مع نظام قضائي ومؤسسات أكثر صلابة ومع نجاحات في مكافحة الارهاب وأيضا مع اقتصاد أكثر اخضرارا وأكثر رقمية وأكثر مرونة”.
وبيّنت أنه إذا ساعد الاتحاد الاوروبي أوكرانيا على الانتصار في الحرب “يجب علينا ان نتأكد ايضا من أن أوكرانيا ستكسب السلام الذي سيحلّ من دون شك”.
وطرحت مسألة جدوى مناقشة إعادة البناء في غياب أفق نهاية للحرب فيما التقديرات تراوح بين عشرات ومئات المليارات من الدولار.
ورأى روبير مارديني المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر أن عملية إعادة البناء بحد ذاتها يجب أن تنتظر نهاية القتال لكن من الحيوي توفير “أفق إيجابي للمدنيين”.
وقدرت كلية الاقتصاد في كييف الأضرار اللاحقة حتى الآن بالأبنية والبنى التحتية بحوالي 104 مليارات دولار، في حين خسر الاقتصاد الأوكراني حوالي 600 مليار دولار وفق بعض التقديرات.
ويتوقع أن يقترح بنك الاستثمار الأوروبي إنشاء صندوق جديد لأوكرانيا قد تصل قيمته إلى مئة مليار يورو وفق مصادر مطلعة على الخطة.
وستدعم المملكة المتحدة أحد أكبر حلفاء أوكرانيا، خصوصا إعادة بناء مدينة كييف ومنطقتها بطلب من الرئيس زيلينسك،وف ما صرحت به وزارة الخارجية البريطانية، أمس الأحد.
وتنوي لندن كذلك العمل مع كييف وحلفائها لاستضافة مؤتمر يتمحور على إنعاش أوكرانيا، في 2023، وستقيم مكتبا في العاصمة البريطانية لمساعدة جهود الإعمار وتنسيقها.