اختتم عثمان الجرندي وزير الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، اليوم الثلاثاء 27 سبتمبر 2022، مشاركته في أشغال الدورة 77 للجمعية العامّة للأمم المتّحدة بلقاء الأمين العام للمنظّمة الأممية أنطونيو غوتيريش، حيث أبلغه تحيات رئيس الجمهورية وتقديره للجهود التي يبذلها في تفعيل العمل متعدّد الأطراف، مجدّدا تمسّك تونس بميثاق الأمم المتّحدة ومبادئ القانون الدولي وحرصها على مزيد تعزيز علاقات التعاون والشراكة مع المنظّمة، وانخراطها الفاعل في كلّ الجهود الرامية إلى توطيد مقوّمات السلم والأمن الدوليين، وإنجاح الخطط الأممية لمواجهة التحديات الماثلة والمستجدّة.
كما تولى السيد الوزير، بهذه المناسبة، تسليم الأمين العام رسالة الدعوة التي وجهها له رئيس الجمهورية لحضور القمة الثامنة عشر للفرنكوفونية التي ستنعقد بجربة يومي 19 و20 نوفمبر2022.
وكان اللقاء فرصة للتباحث بخصوص أهم القضايا الدولية الراهنة ومختلف التحدّيات والأزمات المتداخلة التي يشهدها العالم وانعكاساتها خاصّة على الأمن والسلم الدوليين وعلى جهود التعافي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في الدول النامية والأقلّ نموّا.
وفي هذا السياق، أكّد الجانبان ضرورة توحيد الجهود لمجابهة مختلف التحدّيات الماثلة التي تهدّد مستقبل البشرية والحياة على كوكب الأرض من خلال اعتماد مقاربات مجدّدة تقطع مع الأساليب القديمة وتأخذ بعين الاعتبار احتياجات كل الشعوب، ومزيد تفعيل العمل متعدّد الأطراف وتعزيز التعاون الدولي والتضامن الإنساني، وتجديد التمسّك بالقيم الكونية لبناء عالم أكثر عدلا لا يتخلف فيه أحد عن الركب.
من جهة أخرى، أطلع الوزير الأمين العام على تقدّم تنفيذ مراحل خارطة طريق المسار التصحيحي في تونس والتي ستُتوّج بتنظيم الانتخابات التشريعية يوم 17 ديسمبر 2022. وفي هذا الإطار جدّد السيّد عثمان الجرندي تأكيد أنّ الديمقراطية وصون الحريات وتعزيز حقوق الإنسان وتكريس علوية القانون والحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد خيارات لا رجعة فيها، وأنّ الإجراءات الاستثنائية التي تم الإعلان عنها منذ 25 جويلية 2021 إنما تندرج في إطار مسار تصحيحي إصلاحي كان ضروريا للنأي بالتجربة التونسية عن المخاطر التي كانت تتهددها بما يحفظ استقرار البلاد وأمنها.
من ناحيته، ثمّن الأمين العام مواقف تونس الثابتة وإسهاماتها بخصوص مختلف القضايا المطروحة على جدول أعمال المنتظم الأممي سواء فيما يتعلق بمعالجة تداعيات جائحة كوفيد أو أزمة الغذاء أو تأثيرات التغيرات المناخية.
كما نوّه بالدور الفاعل والبنّاء الذي لعبته بلادنا في إطار عضويتها بمجلس الأمن خلال فترة 2020-2021، مجدّدا شكره و تقديره للدعم الهام الذي ما فتئت تقدّمه تونس لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا وللجهود التي تبذلها، دون حسابات، للتوفيق بين الفرقاء الليبيين والمساعدة على التوصّل إلى التسوية السياسية، قائلا إن “تونس ليست لها أجندة في ليبيا سوى مصلحة ورفاه الليبيين”.
كما عبّر غوتيريش عن تطلّعه إلى نجاح الاستحقاق الانتخابي القادم في تونس، مؤكّدا “أنّ الأمم المتحدة ستقف دائما إلى جانب تونس” ومبلغا تحياته رئيس الجمهورية قيس سعيّد وشكره على الدعوة للمشاركة في قمة الفرنكوفونية .