واصلت حصيلة قتلى الفيضانات الكارثية في باكستان الارتفاع، اليوم السبت 3 سبتمبر 2022، مع تسجيل 57 وفاة جديدة بينهم 25 طفلاً، في وقت تشهد البلاد عملية إغاثة وإنقاذ على نطاق غير مسبوق تقريباً.
واجتمعت هيئة رفيعة المستوى تم تشكيلها لتنسيق جهود الإغاثة في إسلام أباد للمرة الأولى، بقيادة رئيس الوزراء شهباز شريف، لتقييم الكارثة.
وتسببت الأمطار الموسمية القياسية وذوبان الأنهار الجليدية في الجبال الشمالية في فيضانات أثرت على 33 مليون شخص وأودت بحياة ما لا يقل عن 1265، بينهم 441 طفلاً.
وأثارت نسبة الأطفال بين الوفيات القلق.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، أمس الجمعة، إنه من المحتمل وفاة أطفال آخرين كثيرين بسبب الأمراض بعد الفيضانات. وقال كبير مسؤولي إدارة الكوارث خلال الاجتماع رفيع المستوى، إن الفيضانات التي غمرت ثلث البلاد سبقتها أربع موجات حر وحرائق غابات مستعرة متعددة، مشيراً إلى آثار تغير المناخ في البلاد.
وقال رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الليفتنانت جنرال أختر نواز، في إفادة للقيادة العليا في البلاد، إن “عام 2022 أظهر بعض الحقائق القاسية لتغير المناخ بالنسبة لباكستان”.
وأضاف: “لم نشهد هذا العام فصل الربيع. واجهنا أربع موجات حر تسببت في حرائق غابات واسعة النطاق في أنحاء البلاد”.
وكانت الحرائق شديدة بصورة خاصة في إقليم بلوخستان جنوب غرب البلاد، ودمرت مساحات من غابات الصنوبر ونباتات أخرى، التي لا تبعد كثيراً عن المناطق المغمورة بالمياه حالياً.
وتدفقت المساعدات من عدد من البلدان، وهبطت أول رحلة مساعدات إنسانية من فرنسا صباح اليوم السبت في إسلام أباد. لكن أكبر منظمة خيرية في باكستان قالت إن المساعدات وجهود الإغاثة لم تصل إلى الملايين.
وأفادت تقديرات أولية بأن الخسائر تبلغ عشرة مليارات دولار، لكن الدراسات الاستقصائية لا تزال جارية مع المنظمات الدولية.
وذكرت هيئة الكوارث الوطنية، في بيان، أن حصيلة القتلى في إقليم السند لوحده بلغت 502، وذلك من بدء هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات في منتصف جوان الماضي.
وذكر البيان أنه، خلال اليوم الأخير، لقي 17 شخصاً مصرعه إثر حوادث متعلقة بالفيضانات في إقليم خيبر بختنخوا، ما يرفع إجمالي قتلى الإقليم إلى 285.
كما لقي 257 شخصاً مصرعهم في إقليم بلوشستان (جنوب غرب)، و188 آخرين في إقليم البنجاب (شمال شرق) منذ بداية الفيضانات. وبلغت إجمالي الإصابات في عموم البلاد أكثر من 6 آلاف شخص منذ منتصف جوان الماضي، في الحوادث المرتبطة بالسيول والفيضانات.
وأمس الجمعة، طلبت وزيرة التغير المناخي الباكستانية شيري رحمن، من تركيا إرسال وفد تقني لمساعدة بلادها في أعمال إغاثة متضرري السيول. وجاء ذلك خلال لقائها وزيري الداخلية التركي سليمان صويلو، والبيئة والتطوير العمراني والتغير المناخي مراد قوروم، اللذين يزوران باكستان للاطلاع على أعمال الإغاثة جراء الفيضانات والسيول.
وتضرر بفعل الفيضانات أكثر من 3451 كيلومتراً من الطرق، و162 جسراً، و170 متجراً، و949 ألفاً و858 مسكناً في جميع أنحاء باكستان، بحسب المصدر نفسه.
الأناضول + رويترز