نظّمت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج جولة استكشافية وترويجية، يومي 20 و21 أفريل 2024، إلى منطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين بتونس، بمشاركة ما لايقلّ عن 43 من السفراء رفقة عقيلاتهم، يمثلون مختلف القارات والبلدان الشقيقة والصديقة.
ويأتي ذلك ”سعياً للترويج للمخزون الثقافي والاقتصادي والتراث المادي واللامادي الذي تزخر به بلادنا وعملاً على مزيد التواصل مع السلك الدبلوماسي وفي إطار الدبلوماسية الاقتصادية والثقافية”.
وشمل برنامج الجولة الترويجية زيارات لعدد من المعالم الأثرية والتاريخية على غرار موقع دُقّة الأثري بولاية باجة المسجّل في قائمة اليونكسو للتراث العالمي وموقع سيدي بومخلوف بالكاف والموقع الأثري بيلاريجيا بولاية جندوبة، اطّلع، خلالها رؤساء البعثات الدبلوماسية وعقيلاتهم، على الخصوصيات الحضارية لهذه المواقع وعلى ما تتوفر عليه منطقة الشمال الغربي من إرث حضاري وثقافي ثري ومنتوج سياحي متنوع ومن فرص لاستكشاف مجالات واعدة للاستثمار في عدّة قطاعات وتشجيع المهن الصغرى ومساندة الباعثين الشبان والحرفيين والشركات الأهلية بما يساهم في خلق مواطن شغل ودعم جهود التنمية الجهوية.
كما إطّلعوا على مكوّنات المركّب الرياضي الدولي بعين دراهم ومركز التربصات والاصطياف ببني مطير والمركب الرياضي بأحد الفنادق بطبرقة، بالإضافة إلى تنظيم زيارتين ميدانيتين إلى ضيعتين فلاحيتين بكل من توكابر والسلوقية، في إطار دعم الصادرات ومزيد التعريف بالمنتوجات الفلاحية المحلية الأصيلة لمنطقة الشمال الغربي والتي لها رواج في عديد الأسواق الخارجية وتحصّلت على عديد الجوائز الدولية.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة لقائه، مساء يوم 20 أفريل 2024، بطبرقة برؤساء البعثات الدبلوماسية المشاركين، توجّه السيد نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، بالشكر لهم على تجاوبهم مع هذه المبادرة، مؤكدا اهتمام تونس بتطوير علاقاتها مع بلدانهم ومع مختلف دول العالم في شتى المجالات وذلك في إطار الشراكة الثنائية المثمرة. وشدّد على ثوابت الدبلوماسية التونسية ومناصرة بلادنا لقيم العدل والسلم والأمن في العالم ووقوفها الدائم إلى جانب القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينة، مؤكدا أن تونس تبقى منفتحة دوما على العالم وهي معتزة بتراثها وحضارتها الضاربة في التاريخ.
كما توجّه السيد الوزير بالشكر إلى مصالح رئاسة الجمهورية ووزارات الداخلية والسياحة والثقافة والصحة والديوان الوطني التونسي للسياحة والديوان الوطني للصناعات التقليدية والمؤسسات الوطنية والسلطات الجهوية والمحلية على مساهمتهم في إنجاح هذه التظاهرة الترويجية الأولى من نوعها من حيث حجم المشاركة وتنوّع فقراتها.
بدوره، أكد المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة أن تنظيم الجولة لمنطقة الشمال الغربي دليل على أن هذه الجهة تستحق مزيد التسويق لما تزخر به بكل مكونات السياحة البديلة ذات الطابع الإنساني والثقافي المستدام وذات القيمة المضافة، قصد استقطاب فئة جديدة من السياح، بما من شأنه أن يحدث ديناميكية سياحية وثقافية وفرص عمل جديدة تساهم في دفع الاستثمار وتطوير القدرة التنافسية لتونس كوجهة سياحية محبذة ولها أكثر جاذبية.
ومن جانبه، ثمّن سفير اليمن وعميد السلك الدبلوماسي بتونس، أصالة عن نفسه وباسم السفراء المشاركين، هذه المبادرة، معرباً عن شكره وتقديره لحسن التنظيم وثراء المحتوى ومؤكدا التزامه وبقية رؤساء البعثات بالعمل على توطيد علاقات الصداقة والشراكة مع بلادنا.
وقد شارك كل من كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج والسيد الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات والسيد المدير العام لوكالة النهوض بالاستثمار الخارجي في اليوم الثاني من الجولة، حيث كانت لهم محادثات مع السفراء المشاركين تناولت بالخصوص إمكانيات التعاون الدولي لدعم جهود التنمية في منطقة الشمال الغربي أخذا بعين الاعتبار الإمكانيات التي تزخر بها، إلى جانب سبل مزيد توطيد علاقات تونس مع بلدانهم في مختلف المجالات.