ألقى رئيس الحكومة كمال المدّوري امس الخميس 6 سبتمبر 2024، بالمركز الوطني الصيني للمؤتمرات ببيكين كلمة تونس في الورشة المتعلقة بالحوكمة في اطار فعاليات المؤتمر رفيع المستوى لقمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي.
وأكد المدوري في إفتتاح كلمته أن هذا المنتدى أصبح تقليدًا لا غنى عنه لمناقشة التوجهات الإستراتيجية بهدف تعزيز التعاون الصيني-الإفريقي القائم على تحقيق المنفعة المتبادلة والإستدامة، من أجل بناء مجتمعات قادرة على التكيف مع الصدمات العالمية ومواجهة التحديات التي تواجهها دولنا وشعوبنا، معتبرا أن إختيار موضوع “التعاون لتعزيز التحديث وبناء مجتمع صيني أفريقي مشترك على مستوى عالٍ” يعكس الالتزام المشترك وغير المشروط تجاه الازدهار والسلام والتنمية المستدامة.
وأشار رئيس الحكومة أن تونس تؤمن إيمانًا راسخًا أن تحقيق الازدهار، يتطلب ارساء مؤسسات قوية والتي لا تكون كذلك إلا متى اعتمدت مبادئ الحوكمة والنزاهة والشفافية والمساءلة.
وذكّر في هذا الصدد، أن تونس تخوض معركة ضد أوجه الفساد وتعزيز التوقي منه، كما أنها تدعو بإستمرار المجتمع الدولي إلى تعزيز آليات التعاون في هذا المجال، بما في ذلك إسترداد الأموال المنهوبة.
وشدّد كمال المدوري أن إفريقيا، وفي ظل هذا السياق العالمي الذي يشهد إضطرابات في التوازنات الجيوسياسية الكبرى، وتفاقم بؤر التوتر والأزمات الاقتصادية المستدامة، مدعوة إلى تعزيز دورها كفاعل رئيسي في الساحة الدولية حيث تسود القوانين، وقيم التعاون والتضامن، مضيفا أن تونس مصمّمة على مواصلة طريق التشاور والتعاون بعزم، مع الاستفادة من التجارب وأخذ الخصوصيات الثقافية بعين الاعتبار، واحترام سيادة القرار الوطني.
وأكد رئيس الحكومة إلتزام تونس، كما أعلنه وأكد عليه رئيس الجمهورية قيس سعيد، بالعمل جنبًا إلى جنب مع جميع شركائها وأصدقائها لبناء مجتمع مشترك للمستقبل، وإرساء نظام عالمي إنساني جديد ينبني على قيم التضامن والرفاهية والسلم. مشددا، إنه في إطار التعاون الصيني-الأفريقي، يمكننا تحويل رؤيتنا إلى مشاريع مشتركة وأعمال ملموسة مع احترام متبادل لقيمنا ومكتسباتنا.
وتوّجه رئيس الحكومة في ختام كلمته، بإسمه وبإسم الوفد الرسمي التونسي، بخالص عبارات الشكر والإمتنان إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ على المشاريع المجددة والقيّمة والقرارات التي أعلن عنها في خطابه التاريخي أمس بمناسبة إفتتاح منتدى التعاون الصيني الإفريقي.