انقادات جديدة تطال الشرطة الألمانية بعد انتشار فيديو على نطاق واسع يظهر تعرض شاب تونسي للضرب على رأسه من قبل شرطية في مدينة كريفيلد، لكن ما هي خلفيات الواقعة وكيف بررت الشرطة الأمر؟
مجددا يحتدم النقاش داخل ألمانيا حول أسلوب عمل الشرطة الألمانية ومدى التجاوزات التي تقع فيها أثناء تأدية عملها في تطبيق أحكام القانون خاصة وإن تعلق الأمر بالأجانب.
ويأتي ذلك بعدما انتشر فيديو جديد على نطاق واسع يظهر شرطية في مدينة كريفيلد بولاية شمال الراين ـ فستفاليا، وهي توجه اللكمات إلى رجل تونسي الأصل رفض الانصياع إلى أمر إجلاء بناية نشب فيها حريق. وقامت بتصوير الواقعة سيدة كانت تصرخ أثناء عملية التصوير وهي تقول: “لا تبالغوا!”.
واعتبر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن هذا الفيديو “دليل صارخ على عنف الشرطة”. بينما كتبت قناة نسمة التونسية على موقعها الإلكتروني بأن “المهاجر التونسي تعرض للعنف من قبل الشرطة الألمانية على طريقة جورج فلويد”.
في المقابل حاولت الشرطة والنيابة العامة في ولاية شمال الراين ـ فستفاليا توضيح ملابسات الواقعة عبر بيان صحفي مشترك، نُشر كذلك على الحسابات الرسمية للجهازين في مواقع التواصل الاجتماعي. ويوضح البيان المنشور بإسهاب ما حدث يوم السبت (10 أكتوبر/تشرين الأول)، وهو يوم وقوع الحادثة.
ووفق البيان فإن الشرطة وصلت إلى المكان بعد اتصال هاتفي من سكان بناية تقع في شارع هوبيرتوس بمدينة كريفيلد، يبلغ عن نشوب حريق في الطابق السفلى للبناية. وعند وصول الشرطة إلى عين المكان توجهت إلى المنزل المعني ووجدت به فتاة في الـ 27 من العمر ورجل في الـ 47 من العمر يحمل الجنسية التونسية.
ورفض الاثنان الخروج من المنزل رغم اشتعال النار في حاوية القمامة بداخله. وقاوم الرجل عناصر الشرطة وحاول استخدام بخاخ العينين لمهاجمتهم، وفق البيان الذي تابع بأن الرجل هو بالأصل معروف لدى أجهزة الأمن وأنه تمّ بعد ذلك القبض عليه بتهمة إضرام النار عمدا والاعتداء على عناصر الأمن. كما تمّ القبض أيضا على الفتاة بتهمة “إضرام النار بالعمد” وذلك قبل إطلاق سراحها يوم أمس الأحد، فيما تم عرض الرجل على النيابة العامة.
وحسب البيان فقد أصيبت شرطية في يدها وهي الآن “تزاول عملها”.
كما لم يسلط البيان الضوء على اللكمات التي وجهتها الشرطية على رأس الرجل وهو ما أثار انتباه مواقع رواد التواصل الاجتماعي الذي انتقدوا هذا التجاهل.
من جهته، ووفق تصريحات نقلتها عنه صحيفة تاتس اليسارية، انتقد “نادي الشرطة الخضر” وهو نادي يضم مؤيدي حزب الخضر (معارضة) داخل أجهزة الشرطة في مختلف الولايات الألمانية، ما قامت به الشرطية “معتبرة بأنه سلوك غير حرفي بالمرة وأنه تصرف غير مشروع لا يمثل منطق الإكراه” المعتمد لدى جهاز الشرطة والذي يشرعن في القانون الإداري الألماني لجوء الشرطة إلى التدخل البدني كتصرف مشروع لا بد منه.
وسبق لـ”نادي الشرطة الخضر” أن طالب بتقرير شامل حول مدى العنصرية داخل جهاز الشرطة الألمانية، لكن هذا النداء لم يحصل على تجاوب كبير خاصة من قبل وزير الداخلية الفيدرالي هورست زيهوفر.
يذكر أنه وفي الفترات الأخيرة سُجلت حالات تجاوزات بقيت مع ذلك محدودة، قامت بها عناصر الشرطة في كل من دوسلدورف وهامبورغ وفرانكفورت، وتمّ توثيق ذلك في تسجيلات مصورة انتشرت بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي.