جود الحكام من جود سياساتهم و ان كانت حكوماتهم من إبداع معسول كلام اللسان فلا كانوا و لا كانت الحكومات…
ذاكرة التونسي قصيرة سرعان ما ينسى فشل الأحزاب الحاكمة و في غمرة الحماس و الحملات الماجورة لمواقع التواصل الاجتماعي و تفشي تداول عملة المال السياسي الفاسد نجد التونسي ذاكرته تضعف و يتناسي وعودالأحزاب ايام الحملات الانتخابية السابقة ذهبية البرامج المتخلدة بالذمة التي أصبحت باطلة و كاذبة كلها نفاق و خيانة إلى جمهور الناخبين…. و لكن ذاكرة التونسي أكثر خيانة حيث تلزمه النسيان و تجده ينتخب الفشل و الجوع و الفقر و عدم القدرة على التسيير لدواليب الدولة من جديد….
التونسي ذاكرته ضاربة في التاريخ والجغرافيا وهو خازن للفرح والحزن ومواقفه معلنة في اوقات يختارها
مثالا على ذلك التونسي اختزن سنوات من قهر الدولة والحزب الحاكم زمن بن علي ولم يتردد في اسقاطه عند وجود ثغرة …. وفرصة التعبير عن الغضب و الرفض
نفس التونسي كان حاضرا من خلال ذاكرته الحية في 13 اكتوبر 2012 وخرجت جحافل من الناس حاملين رسالة تغيير المشهد وايقاف نزيف الثورة المضادة لخيارات الشعب
التونسي هو اصل الذاكرة وهو قادر على الفهم والتحليل وقلب الموازين وعلى الساسة والاعلاميين تغيير لغة الخطاب و الانصراف إلى نسيان السياسة و العمل على الإنجاز الفعلي لا الشعارات و إصلاح الاقتصاد بالدفع إلى تطبيق القانون على كل أشكال غلق مواقع الإنتاج و تعطيل الإنتاجية لا البحث عن أساليب لفتح نوافذ نزيف التعويضات لجبر الأضرار السياسية زمن الأحكام و الحكومات السابقة منذ الاستقلال حتى موعد قيام الثورة….. يجب الانشغال على مشاغل الشعب الاجتماعية والتصالح مع الشعب و المطالبة بالمصالحة الوطنية..
لأن إلى أشكال الصبر حدود و نهاية و الي الانتظار محطة و الي سفر الشعب لساحة ثورة التغيير رحلة قادمة….
جود الرجال من الجود و ان كان جودهم من اللسان فلا كانوا و لا كان الجود …. اخشيديات
خطاب بلغة التعقيد اللغوي ضعيف تحيين المعلومة ان لم نؤكد غياب المعلومات المؤكدة لما وصل إليه الشعب التونسي من جملة الاصابات بالفيروس … نحن نطالب بخطاب سرد الانجازات الفورية و جدول الأعمال المستقبلية للحد من انتشار الوباء…. لسنا في زمن توزيع باقات شكرا لشعب و الي إطارات و عمال وزارة الصحة و الجهات المتدخلة عمليا في الحملات و المتطوعين … غاب داخل الخطاب الحكومي ذكر ابناء و بنات الوطن خارج التراب التونسي و المقيمين في بؤار انتشار الوباء …
— كل الذي قادرين عليه اعلن اصدار قانون حظر الجولان من السادسة مساءا الي السادسة صباحا و ذلك تحت اشراف دوريات مشتركة بين القوات العسكرية و الوحدات الامنية في كامل تراب الجمهورية …. قواتنا إليها مهامها الجسيمة و إليهم كل الشكر والتقدير والاحترام… قواتنا جنود الدفاع عن حرمة الوطن و تعقب الجريمة و ملاحقة التهريب و محاربة الإرهاب…
مشيرا الي ثقافة الاستهتار الشعبي و عدم الادراك لخطورة انتشار الوباء و المخلفات الكارثية حين عدم الالتزام بالتعليمات الحجر الصحي او اتباع القرارات …
يجب التحرك على مستوى وطني من خلال فتح مسالك الحوار و خلق روح التضامن بين التونسيين للوقوف ضد المحنة حزمة واحدة حسب فلسفة ابن المقفع فيصعب كسرنا و خرق وحدتنا .. كما يجب التعامل مع وضعية انتشار الوباء العالمي كورونا الي مناشدة المنظمات العالمية الانسانية الي الوقوف مع الشعب التونسي في محنته و البحث عن اتفاقيات تعزز التعاون الإيجابي في قطاع الصحة و دعم نجاعة الخدمات التي من الواجب تقديمها بالطريقة الوقاية او الاسعافات او التداوي…..
كما يجب مناشدة القطاع المصرفي الداخلي الراجع بالنظر إلى البنك المركزي لتقديم الإعانات و تخفيف العبء على. الشركات و أصحاب المشاريع و توفير مناخ مالي ملامس للأوضاع العامة يساعد المؤسسات على تخطي مرحلة الأزمة بأقل الأضرار كما يجب تقديم الدعم المالي و الوقوف مع الخزينة الوطنية زمن الحرب على الكوفيد… كما يجب مراسلة البنك النقد الدولي لإعادة جدولة الديون المتخلدة و طلب النجدة المادية و المعنوية مخاطبة كل المنظمات العالمية و الجمعيات العريقة للوقوف مع الدولة و الشعب التونسي زمن الفترات الصعبة حتى نتمكن من تجاوز المرحلة الحرجة صحيا….
كما نعرب في مقالنا عن أملنا في أن يكون الوضع مناسبة من اجل خلق روح التضامن الاجتماعي زمن الازمات كما يجب البحث عن أساليب انتهاج الإصلاح للقطاع الصحي و بعث مستشفيات عملاقة حسب التوزيع الجغرافي للبلاد التونسية
جود الرجال من الجود و ان كان جودهم من اللسان فلا كانوا و لا الجود … اخشيديات
بقلم : نورالدين بلقاسم