أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه “يتفهم مشاعر المسلمين” إزاء الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي “محمد”، معتبرا أن تصريحاته حول الرسوم “تم تحريفها”.
وقال “ماكرون” في لقاء مع محطة “الجزيرة” عرض مساء اليوم السبت، إن هذه الرسوم “ليست مشروعا حكوميا بل هي منبثقة من صحف حرة ومستقلة غير تابعة للحكومة”.
وأضاف: “أفهم أنه قد نشعر بالصدمة من رسوم كاريكاتورية، لكنني لن أوافق مطلقا على تبرير العنف”.
ماكرون اعتبر خلال هذا اللقاء بأن “ردود فعل العالم الإسلامي سببها الكثير من الأكاذيب، وأن الناس اعتقدوا أنني مؤيد لهذه الرسوم الكاريكاتورية”، موضحا:” أنا أؤيد حرية الكتابة والفكر والرسم في بلادي لأنني أعتقد أن هذا الأمر مهم، وهو حق، إنها حرياتنا”.
وقال إن “هناك أناس يحرّفون الإسلام وباسم هذا الدين يدّعون الدفاع عنه و المسلمون هم الأكثر تضررا لاسيما أن 80 بالمائة من ضحايا الإرهاب حول العالم هم مسلمون”، مؤكدا أن “الحضارة الإسلامية لها تاريخ مع فرنسا وقدمت الكثير لبلدنا”.
وأضاف بأنه “مع موجات الهجرة في الستينيات والخمسينيات كبرت الجالية الإسلامية”، مشيرا إلى أنه في فرنسا يوجد حاليا حوالي 6 ملايين مسلم.
وتأتي هذه المقابلة الأولى لـ”ماكرون” بعد موجة غضب سادت في العديد من الدول الاسلامية ضد فرنسا و”ماكرون”، والتي اندلعت على خلفية تصريحاته التي دافع فيها عن نشر الرسوم الكاريكاتورية باسم حرية التعبير.
وكان الرئيس الفرنسي قال الأسبوع الماضي :”لن نتخلى عن الرسومات والكاريكاتير وإن تقهقر البعض”وهو ما اعتبر تشجيعا من قبل “ماكرون” للرسوم المسيئة للنبي “محمد”.
يذكر أن مصادر في الإليزيه قالت إن الرئيس الفرنسي سعى من خلال هذه المقابلة “الطويلة”، إلى “توضيح رؤيته بطريقة هادئة” للعالم الإسلامي.