لكي تستمتع بلعبة Mario Kart Live: Home Circuit مع أصدقائك، عليك أن تحب الفوضى. ولا أعني الفوضى المعتادة المرتبطة باللعبة على أجهزة نينتندو، مثل القواقع الزرقاء سيئة التوقيت أو كابوس الاجتياز السريع لطريق قوس قزح. الفوضى هنا مادية أكثر، ويمكن أن تجد فيها الكثير من المتعة إن كنت لا تمانع الأشياء المبعثرة، أو التكلفة العالية.
المشكلة الأكبر في Home Circuit هي صعوبة اللعب مع أكثر من لاعب، فلا يمكنك فعل هذا بمجرد شراء اللعبة بهذه السهولة. في اللعبة، يتحكم اللاعبون بعرباتٍ باستعمال أجهزة سويتش من نينتندو، أثناء القيادة في مسار حواجز فعلي في عالم الواقع، لكن ثمن لعبها مع الأصدقاء عالٍ جداً. المطلوب من كل لاعب ليس فقط أن يمتلك عربة فعلية، بسعر 99.99 دولار، بل أن يمتلك جهاز سويتش خاصاً به للتحكم بها. ولا توجد أي وسيلة أخرى، عن طريق الشاشة المقسومة أو أي حلول أخرى للعب المتعدد.
ومع ذلك، إن تمكنت من جمع كل المعدات المطلوبة، فالتجربة أفضل بكثير مع الأصدقاء. إن Home Circuit تعمل بنفس طريقة اللعبة الأصلية. تصنع مسار سباق للسيارات عبر وضع أربعة حواجز من الورق المقوى في أنحاء منزلك تحدد طريق السباق. ثم تعزز اللعبة ذلك الطريق الواقعي بحواجز ومؤثرات بصرية ونقاط قوة تلتقطها أثناء السباق، لتحول غرفة المعيشة إلى قطعة من مملكة الفطر المحببة.
من أغرب الأشياء التي تختبرها أثناء لعب Home Circuit وحدك هي غياب العامل المادي. في حين عليك أن تتعامل مع العقبات الحقيقية والافتراضية في الوقت نفسه- إذ يمكنك أن ترتطم بطاولة القهوة وتتلقى ضربة من القوقعة الحمراء، أحياناً في اللحظة نفسها- لن يواجه منافسوك التحدي نفسه. فحتى إن ارتبطت بهم، لن يؤثر ذلك كثيراً، إذ لا يمكنك إسقاطهم من فوق الطريق.
لكن هذا يتغير عندما تلعب مع سيارة حقيقية أخرى يمكنك الارتطام بها ودفعها نحو عقبات في عالم الواقع. وهذا سرعان ما يتحول إلى فوضى هائلة. تخيل أن تبني مع عائلتك مسار سباقٍ غالياً من المكعبات الصغيرة الملونة لتعلم حدود الطريق، وتضع كل شيءٍ بحرص، ثم بعد لفة واحدة يتحول كل هذا إلى خراب، وتتناثر القطع في كل مكان، وتنزاح البوابات من أماكنها، وتركض حيواناتك الأليفة مذعورة خلف السيارات.
لكن هذا جعل الأمر أكثر متعة بكثير. لطالما كانت Mario Kart لعبة متعلقة بالفوضى. ضع سيارتين يتم التحكم بهما عن بعد وسط كومة من البلاستيك والورق المقوى، وستعرف الفوضى حقاً. ولا يسعني سوى تخيل ما سيحدث مع ثلاث سيارات أو أربع. والمشاهدون يستمتعون أيضاً، لأن من لا يلعبون يراقبون السيارات الصغيرة تجوب مسار السباق، ويساعدون في إصلاح المسار في منتصف السباق.
وأن تحظى بشخصٍ آخر يلعب معك يبرز الطبيعة العابثة للسيارات المتحكم بها عن بعد في الواقع. ففي حين تركز Mario Kart على السباق، تحتوي Home Circuit على وضعٍ للتجول الحر، يمكنك فيه أن تقود سيارتك في أرجاء المنزل دون هدف. وقد حول بعض الأطفال هذه اللعبة إلى لعبة غميضة، واستعملوا الكاميرات الموجودة في السيارة في العثور على المختبئين في أرجاء المنزل.
ليست مفاجأة أن Home Circuit أفضل بالمشاركة مع الآخرين. فهكذا أغلب الألعاب، وهكذا كان الحال بالنسبة لـ Mario Kart خصوصاً. لكن هذا يجعل صعوبة مشاركتها مع الآخرين تبرز أكثر وأكثر، لأنك تشعر أنك تفتقد جزءاً أساسياً من التجربة إن لعبتها بمفردك. ومن الصعب أن تطلب من أسرة أن تمتلك عدة أجهزة سويتش وتنفق 99 دولاراً على كل سيارة من أجل بعض المرح في الظهيرة. ولا يمكن القول إنها تستحق كل هذه التكاليف، على متعتها الجمة.