نحن لا ننشغل بالنعوت التي تطال أطراف او مجموعات قامت بالتحريف للمبادي السمحة الإسلامية و الي الاسلام دين التوحيد و التعايش مهما كان الاختلاف في ظل الاحترام و حسن بناء جسور التواصل الإنساني …. نعم نحن لا ننشغل طالما اكتوينا بنار الإرهاب الإسلامي و عشنا منذ الثورة اغتيالات و حرق و قتل لأبطال مؤسساتنا الأمنية و العسكرية و لرجالات حقل السياسة فكانت مأساة الغدر التي انتزع الموت الموجه احبابنا و نجوم سياستنا… و لا تهمنا التسميات مهما اختلفت “ارهاب إسلامي” او “ارهاب الدين ” لأنه وصف يعبر عن حقيقة موضوعية نعيش اطوارها و تتناقل أحداث الإجرام باسم الدين مواقع التواصل الاجتماعي و روابط مواقع الإعلام.
لكن يجب تصفح تاريخ الإرهاب الذي يتغير عبر موجات تدفعه إلى النشاط و الانكماش…
الموجة الأولى كانت الموجة “الاناركية/الفوضوية” واستمرت منذ بداية القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الأولى.
الموجة الثانية كانت “الموجة الاستقلالية/التحررية” التي قادتها جماعات تطالب بالخلاص من الاستعمار واستمرت من ثلاثينات حتى خمسينات القرن الماضي.
الموجة الثالثة هي موجة الإرهاب “اليساري” وقادتها جماعات اشتراكية وماركسية من خمسينات القرن الماضي حتى منتصف الثمانينات.
الموجة الرابعة اليوم هي موجة “الارهاب الديني”، ويتربع الإسلام اليوم على عرش هذه الموجة.
الحديث عن إرهاب اسلامي ليس وصما للاسلام باكمله او للمسلمين بمجملهم بالإرهاب، بل هو توصيف للموحة التي تخلط وصفة الدين بالسياسة و يحاولون اتخاذ مواقع السلطة لنشر ثقافة الاسلام الاستعماري و الدعوة إلى إعادة مجد الأجداد و يقصدون الباب العالي ….والأكثر خطرا على الناس اليوم وعلى الايديولوجيا التي تحركه.
لنعترف بالسرطان الذي ينخر من الداخل…
سيظل المسلمون ينكرون وجود الإرهاب الذي يحاولون انتسابهم إلى الاسلام ويبررون الاسلام من مثل هذه السلوكيات العبثية التي لا تمت إلى الدين الإسلامي بصلة و يحاولون بكل الطرق و الاطروحات التفسير الصحيح لمبادئ و أخلاقيات الاسلام.. ويقعمون أي محاولة لزرع الكراهية و العنف و القتل و الإقصاء للآخر مهما كانت عقيدته او لونه او دينه و ذلك اجتهاد لمناقشة أسباب تفشي الإرهاب و معرفة جذوره ليسهل العمل على اقتلاع كل محاضن و تفكيك مواطن الخراب التي تصدر العناصر الارهابية .
و لكن الإرهاب يشتغل ضد الدول الإسلامية و العرب عموما حتى يجرفهم إلى العداء معدول الغرب و أحداث القطيعة الديبلوماسية التي تؤثر على العلاقات الاجتماعية و الاقتصادية. و تحدث أزمة ثقة دولية بين الشعوب العربية و الدول الاوروبية و الشعوب الأمريكية حيث نصبح نعيش دوامة مع الإرهاب الإسلامي الذي يحول الشعوب العربية إلى جماعة معزولة ومكروهة.
يكتب اليكم نورالدين بلقاسم