قبل 6 أيام من الاستحقاق الرئاسي، ركز المرشح الديموقراطي المتصدر للاستطلاعات جو بايدن الأربعاء، هجماته على طريقة إدارة خصمه الرئيس دونالد ترامب، الساعي للفوز بولاية ثانية، لجائحة كورونا، في حين يواصل المرشّح الجمهوري بلا هوادة جولاته الانتخابية وانتقاداته للاهتمام المسلط على الفيروس.
ويعتمد المرشحان استراتيجيتين متناقضتين في السباق الرئاسي.
وأدلى بايدن بصوته مبكراً في معقله ويلمينتغون في ولاية ديلاوير أين التقى عبر الفيديو خبراء في شؤون الصحة العامة، ومن المتوقّع أن يلقي الأربعاء خطاباً حول مشروعه للتغلب على الوباء.
والسبت سيشارك بايدن مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في تجمع انتخابي لمناقشة “توحيد الأمريكيين للتصدي للأزمات التي تواجهها البلاد”.
وستكون المرة الأولى التي يشارك فيها الرجلان معاً في تجمع انتخابي منذ فوز بايدن بالانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي.
من جهته، يشارك ترامب في تجمّعين انتخابيين في أريزونا، إحدى الولايات التي يمكن أن تكون حاسمة في استحقاق 3 نوفمبر (تشرين الثاني).
وجاء في تغريدة للمرشّح الجمهوري، أن “كوفيد، كوفيد، كوفيد هو النشيد الموحّد للإعلام الكاذب”، مضيفاً “سيكون هذا موضوعهم الأوحد حتى 4 نوفمبر (تشرين الثاني)”، أي اليوم الموالي للاستحقاق.
والولايات المتحدة تسجل أعلى حصيلة وفيات بكرونا بـ 226 ألف وفاة، وتسجل أرقاماً قياسية في عدد الإصابات اليومية بالوباء.
وتظهر الاستطلاعات نقمة كبيرة على طريقة إدارة ترامب للأزمة الصحية التي ألحقت ضررا كبيرا باقتصاد البلاد.
وجعل بايدن من هذا الأمر محوراً لهجماته على خصمه الجمهوري، إذ قال الثلاثاء في مدينة أتلانتا في ولاية جورجيا: “أكثر من 225 ألف أمريكي توفوا بكورونا…أصبح الملايين عاطلين عن العمل، وعلى حافة الهاوية”.
وتابع بايدن “ودونالد ترامب استسلم”، مستعيداً مرة جديدة تصريحات مدير مكتب الرئيس الأمريكي مارك ميدوز الذي قال في نهاية الأسبوع، إن الإدارة تركّز جهودها على اللقاح بدل السيطرة على الجائحة.
وفي مؤشر إيجابي للديموقراطيين، تظهر الاستطلاعات أن تعادل المرشحين في جورجيا، الولاية التي لم يفز بها أي ديموقراطي منذ 1992.
ويتصدّر بايدن الاستطلاعات وطنياً وفي عدد من الولايات الأساسية غير المحسوبة تاريخياً على أي من الحزبين.
لكن الفارق تقلص في عدد من الولايات، وبات ترامب يتصدّر في فلوريدا، بفارق ضئيل.
وتعتبر فلوريدا ولاية بالغة الأهمية في الاستحقاق إذ تستحوذ هيئتها الناخبة على 29 صوتاً من أصل 270 يجب الفوز بها للوصول إلى البيت الأبيض.
ويتخوف الديموقراطيون الذين لم يسنوا الهزيمة المفاجئة التي تكبدتها هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، من قلة الأنشطة الانتخابية لبايدن مقارنة مع ترامب.
لكن نائب الرئيس السابق الذي غالباً ما يثير وضعه الصحي تساؤلات، يؤكد أنه يتقيد بشدة بشروط الوقاية الصحية، ويكتفي بتنظيم تجمّعات صغيرة الحجم.
وشدد منذ بداية حملته على طرح نفسه شخصية جامعة يمكن أن تبلسم جراح الأمريكيين وأن توحدّ صفوفهم.
لكن مديرة حملته جين أومالي ديلون قالت أخيراً: “في ولاياتنا الأساسية، السباق متقارب، بل أكثر تقارباً بكثير مما تظهره الاستطلاعات على الوطني”.
وفي وقت اقترع فيه 73 مليون من أصل أكثر من 230 مليون ناخب أمريكي بالتصويت المبكر، يداهم الوقت مساعي المرشح الجمهوري لقلب مسار الأمور.
فالملياردير الجمهوري الذي يقول إنه الأكثر قدرة على إنعاش الاقتصاد، شهد الأربعاء تكبّد بورصة نيويورك مزيداً من الخسائر بعد يومين من أسوأ جلسة تداول منذ سبتمبر (أيلول).
لكن ترامب حقق الإثنين انتصاراً سياسياً لا جدال فيه، مع تثبيت مجلس الشيوخ القاضية المحافظة إيمي كوني باريت التي اختارها لعضوية المحكمة العليا، في المنصب.
وقد يعيد الأسبوع الأخير للحملة الانتخابية إلى الواجهة قضايا تجيش الشارع الأمريكي على غرار عنف الشرطة والعنصرية، التي أطلقت شرارة تحرّكات احتجاجية حاشدة بعد مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد على يد شرطي أبيض في أواخر مايو (أيار) في مينيابوليس.
وشهدت مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا المتوقّع أن تشهد معركة انتخابية حامية، مجدداً ليل الثلاثاء الأربعاء تظاهرات، ترافقت مع أعمال نهب، بعد مقتل أفريقي أمريكي في الـ27 يعاني مشاكل نفسية برصاص الشرطة التي أكدت أن القتيل كان يحمل سكيناً.
واستدعت تطورات مماثلة أخيراً وأدانتها حركة “حياة السود مهمة” ردود فعل متناقضة من بايدن وترامب، الذي يطرح نفسه مدافعاً عن “القانون والنظام