كتبت صحيفة العين الاماراتية مقالا حول علاقة السياسة بالرياضة في تونس والتدخل القطري الجديد في الفرق التونسية مثال النادي الإفريقي
ورد المقال تحت عنون .. ألاعيب قطر في تونس.. النادي الإفريقي على خط السياسة .. وهذا نصه
النادي الإفريقي التونسي وقع عقد رعاية مع شركة الخطوط الجوية القطرية لا يخلو من رائحة التوظيف السياسي.. فما التفاصيل؟
بينما يقف الرئيس التونسي قيس سعيد بشكل حاسم تجاه حركة النهضة الإخوانية، تحاول الدوحة استغلال الوضع الاقتصادي الصعب للبلاد، لانتزاع مواقف سياسية، حتى لو عن طريق كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى في البلاد.
النادي الإفريقي التونسي وقع عقد رعاية مع شركة الخطوط الجوية القطرية بقيمة 8 ملايين دولار يمتد لـ4 سنوات، وهو عقد لا يخلو من رائحة التوظيف السياسي، خاصة أن كل الدلائل تشير إلى أن حركة النهضة في تونس استنجدت بالجانب القطري للسطو على الأندية التونسية.
مصادر مطلعة، أفادت “العين الرياضية” بأن هذه الصفقة يقف وراءها أحمد قعلول، وزير الرياضة المقال من حكومة رئيس الوزراء إلياس الفخفاخ، وهو قيادي في حركة النهضة.
مونديال قطر.. الواقع يفضح “تغريدات” الملاعب الوهمية
وبينت المصادر ذاتها، والمقربة من كواليس النادي الإفريقي، أن قعلول رتب لقاءات بين عبدالسلام اليونسي رئيس النادي وراشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي ورئيس حركة النهضة، خلال الفترة الأخيرة، للنقاش حول كيفية إنقاذ النادي ماديا مقابل الاستفادة سياسيا من جماهيريته.
في السياق ذاته، فإن الشركات القطرية لا تكف عن محاولات التأثير على الأندية الرياضية التونسية وابتزازها ماليا مقابل انتزاع موقف سياسي من جماهيرها.
ولا تنطلق عقود هذه الشركات كذلك، وبالخصوص شركة “اوريدو” للاتصالات، من أهداف تجارية تخضع لقاعدة العرض والطلب، وإنما عبر اللوبيات المنتظمة داخل الفرع الإخواني لها في تونس، خاصة حركة النهضة.
لعنة سياسية على الجماهير
أحد النشطاء المقربين من حمودة بن عمار الرئيس الأسبق للإفريقي (ترأس جامعة كرة القدم التونسية سنة 2004) وصف شركة “أوريدو” للاتصالات التي يترأسها في تونس القطري منصور الخاطر باللعنة السياسية على الجماهير الرياضية.
وتعمل حركة النهضة منذ سنة 2011 مع الراعي القطري على اختراق الأندية الرياضية، مثل الترجي والإفريقي، من أجل استمالة جماهيرها العريضة في الحملات الانتخابية.
أحمد قعلول وزير الرياضة المقال من حكومة رئيس الوزراء إلياس الفخفاخ
واستغلت شركة أوريدو الوضعية المالية للنادي الإفريقي الذي تأسس سنة 1920، وحمل دوري أبطال أفريقيا عام 1991، في عام 2015 بشراء ديونه التي بلغت 20 مليون دينار تونس (حوالي 7 ملايين دولار).
هذا العقد الذي تم عبر وساطات أيضا من حزب النهضة، كان الهدف منه سلب الهوية الرياضية للجمعية العمومية للنادي، وتحويلها إلى أداة للتأثير والضغط السياسي.
وتفيد مصادر بأن وزير الاتصالات أنور معروف، المنتمي لحركة النهضة، هو من يتوسط لتوطيد علاقات أوريدو بالمؤسسات الرياضية.
أنور معروف وزير الاتصالات التونسي المنتمي لحركة النهضة
وترفض المجموعات المشجعة للنادي الإفريقي أي صفقات يكون هدفها الابتزاز، والدفع باتجاه تعيين رئيس للنادي قريب من أي من الأحزاب السياسية.
ومن المجموعات المشجعة للنادي، والتي تضم قرابة 100 ألف مشجع، نجد مجموعة “الأولتراس” التي ترفض توظيف الرياضة في السياسة وتريد الجمعية العمومية للنادي خالصة في أهدافها لصالح كرة القدم.
شركات للابتزاز السياسي
لا تعمل الشركات القطرية في تونس من منطلق النشاط الاستثماري الطبيعي، وإنما هي صناديق سوداء لتمويلات حركة النهضة ووسائل لتقوية حضورها بطريقة مخالفة للأخلاق السياسية.
وإلى جانب شركة أوريدو، يدفع مصرف الزيتونة الذي تمتلك أغلبية أسهمه قطر، في تمويل وسائل الدعاية الإخوانية والدفاع عن قياداتها في معاركهم السياسية.
عبدالسلام اليونسي رئيس نادي الإفريقي التونسي
وأفادت بعض المصادر الإعلامية في تونس بأن مصرف الزيتونة اشترط على العديد من القنوات التلفزيونية التونسية والإذاعات الخاصة والمواقع الإلكترونية القيام بالدعاية لحركة النهضة مقابل الاستثمار فيها.
وأوضحت مصادر، في تصريحات لـ”العين الرياضية”، أن العديد من الإذاعات تقوم بالدعاية الخفية للإخوان، في مخالفة لقوانين الإعلام في تونس التي تشترط عدم تداخل الإشهار مع السياسة، وكانت الهيئة المستقلة للاتصال السمعي البصري قد نبهت في فترات سابقة من خطورة هذا الأمر.
الإفريقي.. جماهيرية تستهدفها “النهضة”
يرى متابعون أن حركة النهضة تريد الاستثمار بطرق غير شرعية في جمعية النادي الإفريقي، على طريقة رجل الأعمال سليم الرياحي.
وكان الرياحي ترأس الإفريقي سنة 2012، مستغلا اتساع جماهيرية النادي للقيام بالعمل السياسي، وترشح على أثر ذلك للانتخابات الرئاسية والتشريعية وفاز بالمرتبة الثالثة برلمانيا.سليم الرياحي رئيس الإفريقي التونسي الأسبق
وتقدر جماهير النادي الإفريقي في تونس بالملايين، وهو ما يجعلها نقطة مغرية لدى الأحزاب السياسية التي تريد الانقضاض عليها عبر الابتزاز والمساومة وشراء الديون مثلما فعلت شركة “أوريدو” القطرية.
وأمام تقهقر المد الشعبي لحركة النهضة، فإنها تلجأ إلى تفعيل أدواتها المالية الممولة من قطر لضرب استقلالية واحد من أكبر الأندية في تونس وشمال أفريقيا، والذي يعتبر أبرز حاضنة كروية للأحياء الشعبية في العاصمة تونس.
العين الاماراتية