مع تصاعد الضغوط التمويلية المتعلقة بجائحة كورونا، تحولت كبرى البنوك المركزية نحو بيع الذهب للمرة الأولى في نحو 10 سنوات رغبة منها في استغلال ارتفاع الأسعار لمستويات قياسية ما من شأنه أن يسمح لها بتوفير السيولة وتخفيف حدة الآثار الناجمة عن الجائحة.
وبحسب تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي، نشرت وكالة بلومبيرغ مقتطفات منه، فإن حجم مبيعات البنوك المركزية في الربع الثالث من العام الجاري بلغ نحو 12.1 طن مقارنة مع صافي مشتريات تبلغ نحو 141.9 طن لنفس الفترة من العام الماضي.
وقادت البنوك المركزية في بلدان أوزبكستان وتركيا موجة بيع البنوك المركزية للذهب في الثلاثة أشهر حتى نهاية سبتمبر الماضي، فيما سجل البنك المركزي الروسي أول عمليات بيع للمعدن النفيس في نحو 13 عاماً مع تضرر اقتصادها بشدة من الجائحة وبيئة منخفضة لأسعار النفط.
ولسنوات طوال لعبت مشتريات البنوك المركزية من المعدن الأصفر دوراً كبيراً في دعم أسعار الذهب، فيما مثلت مشتريات صناديق المؤشرات المتداولة الداعم الأكبر للمعدن خلال العام الجاري مع تدفقات قياسية إليها من المستثمرين الراغبين في التحوط من تبعات الجائحة.
والشهر الماضي، توقعت مذكرة بحثية صادرة عن “سيتي غروب” أن يتعافى الطلب من قبل البنوك المركزية الكبرى حول العالم على الذهب مع تباطئه العام الجاري بعد مشتريات قياسية لتلك البنوك خلال العامين الماضي والذي يسبقه إذ استفدت البنوك في حينه من تراجع الأسعار وقامت بزيادة حيازتها من الذهب.
وقال لويس ستريت، كبير المحللين لدى مجلس الذهب العالمي، “لم يكن الأمر بالمفاجأة ففي ظل تلك الظروف قد تلجأ البنوك لبيع حيازتها من الذهب… نظريا فإن غالبية المبيعات جاءت من بنوك كانت تعتمد على الأسواق المحلية في مشترياتها، فمن الطبيعي أن تبيع تلك البنوك جزءاً من حيازتها للاستفادة من ارتفاع الأسعار مع معانتها من الضغوط المالية”.
وباع البنك المركزي التركي نحو 22.3 طن من الذهب في الربع الثالث من العام مع تنامي الضغوط المالية على الاقتصاد وشح في السيولة الدولارية وانهيار الليرة لمستويات تاريخية أمام الدولار وتضاؤل الخيارات المتاحة أمام الحكومة لإنقاذ الاقتصاد المتهاوي، فيما باع البنك المركزي في أوزبكستان نحو 34.9 طن من المعدن النفيس.
وارتفعت أسعار الذهب لمستويات قياسية عند 2057 دولارا للأوقية في أغسطس الماضي قبل أن تعاود التراجع لتتداول حاليا عند مستويات 1900 دولار للأوقية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وبوجه عام تراجع الطلب على الذهب بنحو 19% بالربع الثالث لأدنى مستوى منذ العام 2009 وهو ما عزاه مجلس الذهب العالمي إلى انخفاض الطلب على المجوهرات في الأسواق الكبرى على غرار الهند والتي تراجع الطلب فيها بنحو 50% وكذلك الصين التي شهدت هبوطا حادا في الطلب هي الأخرى.