أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخاصة بدفاعه عن الرسوم الكارتونية للنبي محمد والتي أعادت مجلة “شارلي إبدو” الساخرة نشرها في سبتمبر الماضي، ردود فعل عربية ودولية واسعة، خاصة بعد أعلن الرئيس الفرنسي أن بلاده “لن تتخلى عن الرسوم”.
مجلة “شارلي إبدو” الفرنسية الساخرة، كانت أعلنت في سبتمبر الماضي، عزمها إعادة نشر الرسوم الكارتونية، بالتزامن مع إعادة المحاكمة الخاصة بالمتورطين في الهجوم على مقر المجلة والذي أسفر قبل سنوات عن مقتل عدد من رسامي وصحفيي المجلة.
وخلال تأبين المدرس الفرنسي صامويل باتي، ضحية “الاعتداء الإرهابي” في باريس، حيث لقي مصرعه على يد متشدد إسلامي، بعد أن عرض على تلاميذه الرسوم الكارتونية التي نشرتها “شارلي إبدو”، تعهّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”تكثيف التحركات” ضد “الإسلام المتطرف”.
وقال الرئيس الفرنسي، “لن نتخلى عن الرسومات الكاريكاتورية، وإن تقهقر البعض، سنقدم كل الفرص التي يجب علينا أن نقدمها لشبابنا دون تمييز وتهميش”.
ماكرون أعلن في مطلع الشهر الجاري، أنه سيطرح على البرلمان في ديسمبر المقبل مشروع قانون لحظر “الانعزالية الإسلامية” في مناطق ببلده تحظى فيها القوانين الدينية بالأسبقية على تلك المدنية، من أجل “تحرير الإسلام الفرنسي من النفوذ الأجنبي”.
واعتبر الرئيس الفرنسي، أن “العلمانية هي دعامة فرنسا الموحدة”، واصفاً الإسلام الراديكالي بأنه”أيديولوجيا”، و”مشروع لتقويض قيم فرنسا”.
تراشق تركي فرنسي
ونددت فرنسا، السبت، بتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي وصفتها بـ”غير المقبولة”، وأعلنت استدعاء سفير باريس لدى أنقرة للتشاور.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن مسؤول رئاسي فرنسي، أن “تصريحات الرئيس أردوغان غير مقبولة”، مضيفًا أن “تصعيد اللهجة والبذاءة ليسا أسلوباً للتعامل”، “نطالب أردوغان بتغيير سياسته، لأنّها خطيرة من الزوايا كافة، لن ندخل في جدالات عقيمة ولا نقبل الشتائم”.
وكان الرئيس التركي شكك في وقت سابق، السبت، في “الصحة العقلية” لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على خلفية تصريحاته الأخيرة، فيما أشارت باريس إلى أن أردوغان “لم يقدم تعازيه في مقتل المدرس الفرنسي”.
وقال أردوغان في خطاب تليفزيوني ألقاه في مدينة قيصري التركية، “ما الذي يمكن للمرء قوله بشأن رئيس دولة يعامل الملايين من أتباع ديانات مختلفة بهذه الطريقة؟ قبل أي شيء: افحص صحتك العقلية”.
وأثار مقترح ماكرون الخاص بحماية قيم بلده العلمانية من أتباع التيارات الإسلامية المتشددة، حفيظة الحكومة التركية.
ووصف ماكرون، في وقت سابق من الشهر الجاري، الإسلام، بأنه ديانة “يعيش أزمة” حول العالم، مشيراً إلى أن الحكومة ستقدّم مشروع قانون في ديسمبر لتشديد قانون صدر عام 1905 يفصل رسمياً بين الكنيسة والدولة في فرنسا.
استياء كويتي
وزارة الخارجية الكويتية، عبرت، في بيان لها، السبت، عن استياءها من “استمرار نشر الرسوم المسيئة للرسول”، كما حذرت مما وصفته بـ”التحريض على الكراهية عبر دعم الإساءة للأديان في الخطابات السياسية الرسمية”.