الدراسات الأجنبية أغلبها تتحدث عن قضية تعدد العشيقات أو الخليلات أو الصديقات للرجل،
وكأن المسألة هي الأصل في العلاقات الإجتماعية بين الرجل والمرأة،
وهناك دراسات كثيرة تتحدث أن الرجل لا تكفيه امرأة واحدة، ودراسة أخرى تبين حب الرجل للتنوع النسائي،
وتصف بعض الدراسات مزاج الرجل بأنه سريع الملل ويحب التغيير، وأبحاث أخرى تبين أن أغلب الرجال بصريين ويحبون أن يلاحقوا النساء بعيونهم، وغيرها من الدراسات والأبحاث الكثيرة والتي ليست بالضرورة أن تكون صحيحة ولكنها تتعامل مع واقع بشري،
ولهذا قدم لنا الإسلام علاجا ينفع الرجال الذين يجدون في أنفسهم رغبة في تعدد العلاقات النسائية بالزواج من أخرى وتحمل كافة المسؤوليات حتى لا يتعامل مع المرأة وكأنها لعبة يتسلى بها لتحقيق شهواته ثم يرميها ويبحث عن غيرها، كما هو واقع كثير الحالات اليوم،
ولهذا أحببت بهذا المقال أن أبين الفرق بين (تعدد العشيقات) و(تعدد الزوجات) وأثر ذلك على المرأة والرجل والطفل والمجتمع
– أولا بالنسبة للأثر على المرأة :
فتعدد الخليلات يضيع حقوقهن المالية، لأن الرجل غير ملزم بأي مسؤولية مالية تجاه الخليلة أو العشيقة، وتكون العلاقة معرضة للهجر والإبتعاد والإنقطاع بسهولة لأنه لا يوجد رابط قانوني أو شرعي يلزم الطرفين بالإستمرار، ومن سلبيات تعدد الخليلات وجود خوف من المجهول عند الطرفين، سواء كان الخوف من انتشار الأمراض الجنسية أو قد يكون الخوف من الفضيحة المجتمعية أو الخوف من مخاطرة الحمل والولادة بسبب علاقة عابرة، ولعل أكثر ما يؤذي مشاعر المرأة أنها تشعر بأنها غير محترمة وغير مقدرة وكأنها سلعة يجربها من يأخذها ثم يتركها وقت ما يشاء،
أما تعدد الزوجات ففيه إيجابيات كثيرة منها أن الحقوق المالية محفوظة للمرأة، وأنها تعيش في كنف زوج يقدرها ويحترمها وهي مطمئنة ومستقرة، وتنعم بالسكن والإستقرار ولديها ضمان بأن العلاقة الخاصة بينهما نظيفة ونقية وطاهرة، كما أنه من حقها أن تحمل وتلد وتسعد بانجاب الأطفال، وتشعر باحترام المجتمع لها
– أما بالنسبة للأثر على الرجل :
فتعدد الخليلات لا يشعره بالمسؤولية تجاه المرأة، ويكون حرا في تبديل من يريد من النساء في أي لحظة، وقد يتعرض للأمراض الجنسية، ولا يكون لديه ثقة بإخلاص النساء لكثرة ما يشاهد من علاقات، ويكره الإنجاب والأولاد منهن، وتضيع أمواله بسبب شهواته عليهن، وتكون نفسيته بعد حين غير مستقره ولا يشعر بالهدوء والسكينة ويعيش بشؤم المعصية ومحق البركة في ماله وصحته وحياته بسبب ارتكابه لمخالفة أوامر الله تعالى،
أما تعدد الزوجات فيشعر الرجل برجولته، وأنه قادر علي تحمل المسؤولية، كما أنه مقيد بالواجبات والإلتزامات تجاه الزوجة، ويكون واثق باخلاص المرأة ووفائها له، ويسعد بالإنجاب منها، وتنمو أمواله ببركة الرزق والحلال، وهو مقيد بالعدل بين الزوجات ولديه شعور بالراحة لأن ربه راض عنه
– أما بالنسبة للأثر على الطفل :
فتعدد الخليلات ينتج عنه أطفال لا آباء لهم ويتربون بدور الإيواء، وأطفال آخرين غير مستقرين عاطفيا واجتماعيا، وبعضهم لديه أمراض نفسية، ويكونوا مكروهين من والديهم لأنهم ولدوا من غير تخطيط ولا مسؤولية ولا علاقة سوية، ففي الغالب لا مستقبل لهم كما أن مشاكلهم كثيرة،
أما تعدد الزوجات فينتج عنه أطفال معروفين الهوية، وهم أصحاء ويتربون ببيئة مستقرة، ويكونوا مدللين ومحبوبين ومقبولين حتى من جدهم وجدتهم فيعيشون في مناخ عائلي صحي، وحقوقهم المالية معروفة وتعليمهم مميز ومستقبلهم واضح
– أما بالنسبة للأثر على المجتمع :
فتعدد الخليلات يساهم في نشر الأمراض الجنسية، ويزداد فيه أطفال مجهولي الوالدين، وتدمر فيه العائلة وينتشر فيه الزنى والشذوذ، وتزداد فيه الجريمة فيكون مجتمع مفكك،
بينما نظام تعدد الزوجات يجعل المجتمع ينتشر فيه العفة والعفاف وتكبر فيه العائلة، ويخلو من الأمراض الناتجة من العلاقات الغير شرعية، ويسود فيه الأمان، ويخلو من أولاد الزنى فيكون مجتمع متماسك كأنه بنيان مرصوص، ويعلو فيه صوت الإيمان،
فهذا هو الفرق بين (تعدد العشيقات) و(تعدد الزوجات)
د جاسم المطوع
الخبير الإجتماعي والتربوي