تونس الحكومة و الشعب .. ثنائية الحرب على فيروس كورونا

 

 

لقد رفع وباء كورونا هذا المرض القاتل المستجد درجة عالية من الأنذار و التخوف و الحيرة لانه مجهول المصدر و طريقة العدوى و كيفية الانتشار كما أنه مازال تحت أنذار العلماء و الباحثين للبحث عن دواء يساعد الإنسانية على تجاوز هذه الحرب الصحية و ما تترتب عنها من مأساة و مخلفات اجتماعية سلبية و معاناة عالمية اقتصادية تكون حطام المخلفات الاجتماعية….
كما يمكن الإشارة ان فيروس كورونا دفع كل سكان العالم الي الدخول في أزمة كبري يبدو، وفقاً للمؤشرات الحالية، انها لن تنتهي قريبا …هذا مع متابعتنا إلى الأوضاع نلاحظ مدى انتشار الفيروس بسرعه كبيره للغاية تاركا خلفه ملايين المصابين وآلاف الضحايا و حجم الحسائر الاقتصادية و تدهور العلاقات الاجتماعية نظرا لضرورة التباعد و إجبارية عدم التنقل و فقدان الراحة النفسية مما ادخل اضطراب في السلم الاجتماعي للإنسانية عموما …ومازلت دول العالم تصارع انتشار الفيروس الفتاك الذي باغت العالم وعصف حتى باكثر الأنظمة الصحية كفاءة وقوة ولازلت الاحتمالات مفتوحة بخصوص المستقبل.
في هذا السياق تعبأ الدول كل مواردها لمواجهة الوباء وحماية المواطنين منه او من تداعياته الاقتصادية ..وبينما اتخذت الدولة التونسية إجراءات لمواجهة الوباء و محاولة ضرب الحصار عليه للحد من انتشاره وبينما تبذل وزارة الصحة بكل مواردها البشرية عمال و إطارات و إداريين و النزول إلى حقل ميدان التحدي ليلا. نهارا على مدار الساعة للقيام بالواجب المهني… التحدي رغم الصعاب و المصاعب و بالرغم ضعف الإمكانيات و التجهيزات و انعدام البنية التحتية لكنهم جنود أثبتوا قدرة و اقتدار من خلال تقديم الاجتهاد بصفة فردية او جماعية في شكل شحنة الحماس الوطني الذي خلق حزمة التضامن المهني بروح بطولية مستغلين الإمكانات المتاحة، الا أن المعركة لازالت مستمره والمخاطر حاضرة نعيشها اليوم وسيناريوهات التفشي، بكل اسف، لازالت واردة.
ولهذا يجب على كل المؤسسات الاقتصادية الوطنية و كل رؤساء الأموال و الشركات المنتصبة في تونس و يجب البحث عن كل الموارد و الآليات و السبل غاية الحصول على السيولة المادية لتوفير أجهزة التنفس الاصطناعي و كل المستلزمات الطبية….. يجب على المجتمع ان يتحرك اكثر و يكون أكثر وقاية و إتباع لتوصيات و الحرص على اتباع التباعد الجسدي و الانزواء و مزيد العناية بالنظافة و الإكثار من التعقيم و الالتزام باستعمال الكمامة … كل ذلك اجتهاد للحد من مخلفات الوباء و المساهمة في مجهودات الحكومة و وزارة الصحة…….
واجبنا اليوم الدعم و المساعدة و المساندة و التشجيع لأي مجهود لمواجهة الوباء و تداعياته كما يجب التأكيد علي ان المجتمع المدني يمكن أن يشارك الدولة في مواجهة الوباء وفقاً لإمكاناته و قدراته فالأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني بما لديها من كوادر وخبرات من واجبها ان تكون مستعده لتقديم كل أشكال الدعم البشرية والمادية لدعم جهود محاصرة الوباء…. تونس أمانة بين ايادينا….
الأزمة الخانقة كارثة عالمية و على الشعب أن يكون مستعد للعمل و الانخراط في كل تنسيق او الاندماج في اي مجهودات لمشاركة… رسالة إلى كل مؤسسات المجتمع المدني التي ننتمي اليها او نتواصل معها في مساندة تحديات الدولة لمواجهة الوباء، وفي هذا السياق نناشد الجهات المعنية في الدولة بضرورة التفكير في تكدس السجون يجب العمل علي تقليل هذا الاكتظاض… كما ذهبت الكثير من دول العالم.. فاماكن الاحتجاز بالاقسام والسجون يمكن أن تتحول الي بؤر لتفشي المرض مما قد يكلف المجتمع والدولة اثمان مادية ومعنوية باهظة نحن في غنى عنها ….
كما يجب على كل الوزارات الاخرى التحرك لمساعدة وزارة الصحة من خلال حملات التوعية و حملات التعقيم وحملات التحسيس…. كما يجب العمل على مخاطبة المنظمات و الجمعيات العالمية لطلب الدعم و تقديم المساندة نحن دولة نامية تشق طريقها حديثا في منهج الديموقراطية منفتحة على العالم بكل روح التسامح و العيش السلمي الحضاري…..
عاشت تونس حرّة مستقلّة أبد الدهر و عاش الشعب التونسي التضامني الإنساني الحضاري…..

 

يكتب اليكم : نورالدين بلقاسم

Comments are closed.