أعربت تونس، عن استيائها العميق من الحملة التي تقودها بعض الجهات باسم حرية التعبير، والتي تستفز مشاعر ومقدسات المسلمين وتمس بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وعبرت تونس، في بلاغ صادر اليوم الاربعاء عن وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عن استنكارها ورفضها لهذه الممارسات، التي من شأنها أن تغذي نزعة التطرف والإرهاب، داعية إلى النأي بالمقدسات عن الصراعات السياسية والإيديولوجية، وتكريس قيم التسامح والحوار بين الشعوب.
يذكر أن شابا من أصول شيشانية يبلغ من العمر 18 سنة، قام يوم 16 أكتوبر الجاري بقتل مدرّس فرنسي في مادة التاريخ (47 عاما) ذبحا على خلفية عرضه على تلاميذه، رسوما كاريكاتورية للرسول محمد، خلال درس للتربية الوطنية عن حرية التعبير. وقد أردت الشرطة الفرنسية المهاجم قتيلا بإطلاق الرصاص عليه في نفس اليوم، بعد أن ضبطته يتجوّل حول المؤسسة التعليمية.
وقد تتالت ردود الفعل من دول عربية وإسلامية عديدة، التي استنكرت الرسوم الكاريكاتورية للرسول محمد، وتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكد أن فرنسا لن تتخلى عن مبدأ الحرية في نشر الرسوم الكاريكاتورية، خلال مراسم تكريم المدرس المقتول.
وكان نواب البرلمان، طالبوا وزير الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، ورئيس الجمهوريّة قيس سعيّد، بإصدار موقف واضح من مسألة الإساءة إلى الرسول محمّد، خلال الجلسة العامة المنعقدة أول أمس الإثنين بالبرلمان والمخصصة للاستماع لعدد من أعضاء الحكومة، منتقدين صمت الخارجيّة والدبلوماسيّة التونسيّة في هذا الإطار، إزاء التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي من شأنها أن تغذّي ثقافة الكراهيّة وتؤجّج مشاعر المسلمين.