مع قرب دخول موسم الشتاء، ارتفعت أسعار بيض المائدة في الأسواق المحلية، إلى أرقام غير مسبوقة، لا تتناسب مع القدرة الشرائية للعراقيين، إذ بيع الصندوق الواحد- كرتونة- للجملة بـ78 الف دينار.
دولار أمريكي= 124800 دينار عراقي.
وكانت وزارة الزراعة قد حظرت استيراد بيض المائدة من دول الجوار نتيجة ما أعلنته من حصول الاكتفاء الذاتي له محليا.
“التجار وراء ارتفاع الأسعار”
ويقول ابو سجاد صاحب محل لبيع المواد الغذائية “جملة” في حديث لوكالة شفق نيوز ان “أسعار بيض المائدة ارتفعت بشكل كبير وسريع خلال فترة اسبوعين فقط”، مبينا ان “السعر كان قبل عشرة أيام لا يتجاوز 60 ألف دينار للكرتونة الواحدة في حين وصلت سعرها حاليا ما يقارب 80 ألف دينار”.
ويتابع أنه “في يوم واحد فقط ارتفعت أسعار علبة البيض في الجملة 8 آلاف دينار، متوقعا ان “ايقاف عمليات التهريب التي كانت تتم سابقا من دول الجوار يستغلها التجار لرفع أسعار البيض “.
ويشير الى ان “هناك اقبالاً كبيراً على شراء البيض بالرغم من هذا الارتفاع”، لافتا الى ان “بيض المائدة يباع على أساس الوزن فكلما كان وزن البيضة قليل يباع بسعر منخفض ويرتفع بارتفاع وزن البيضة.”
وقال صاحب متجر في منطقة الكرادة ببغداد في حديث لـوكالة شفق نيوز إنه “قام موخرا بشراء الكرتون الواحد من البيض بسعر جملة 78 الف دينار، والذي يحتوي على 12 طبقاً، وبسعر يبلغ 6500 دينار للطبقة الواحدة”، مشيرا الى أنه “يبيع الطبقة الواحدة حاليا بسبعة آلاف دينار وهو سعر اعتبره باهظ الثمن لكثير من الأسر التي تسكن هذه المنطقة بالرغم من مستواها المعيشي الجيد”.
ويضيف ان “بعض الاشخاص يتفاجئون من السعر الجديد للبيض وهناك من يرفض شراءه، وهناك من يتذمر بمجرد سماعه للسعر”.
ويشير إلى أنه “يقوم مضطرا بشراء البيض مهما كان سعره لانه مكمل لباقي المواد والسلع الغذائية الموجودة في المتجر”، مؤكدا ان التجار واصحاب الدواجن وراء رفع هذه الأسعار مع ضعف الرقابة الحكومية”.
مطالبات بفتح الاستيراد
من جانبه يقول المواطن محمد نعمة في حديث وكالة شفق نيوز ان “أسعار بيض المائدة في الأسواق ارتفعت بشكل كبير في الاونة الاخيرة بسبب جشع التجار واصحاب الدواجن”، مبينا انه “بات يشتري بمقدار الفين دينار من البيض بعدما كان يشتري سابقا طبقة واحدة بسعر اربعة الاف دينار تكفيه لمدة اسبوع واحد لعائلته المتكونة من اربع اشخاص”.
وطالب نعمة من “وزارة الزراعة بالسماح باستيراد البيض من الخارج لكي يعود سعر البيض كما كان منخفضا”، لافتا الى انه “ما دام الحظر موجود فان الأسعار لن تنخفض مرة ثانية”.
من جهته يقول المواطن علي مؤيد في حديث وكالة شفق نيوز ان “بيض المائدة أصبح الطبق الثانوي بالنسبة لعائلته نظرا لارتفاع أسعار البيض بشكل غير واقعي”، مؤكدا ان “اللحوم باتت انسب سعرا من البيض”.
ويشير إلى ان “ضعف الرقابة وانعدام المحاسبة دفع التجار وأصحاب الحقول لرفع أسعار البيض بشكل غير مقبول”، متوقعا “ان التجار يقومون بإثارة اشاعات معينة لرفع الاسعار للحصول على ارباح فاحشة”.
الزراعة: التجار وراء رفع الأسعار
اكدت وزارة الزراعة ان احتكار التجار ومضاربات السوق وراء رفع اسعار بيض المائدة.
ويقول المتحدث باسم الوزارة حميد النايف في حديث لوكالة شفق نيوز ان “ارتفاع اسعار البيض بهذا الشكل هو يعود الى مضاربات السوق والاحتكار الذي يقوم بها بها التجار”، مبينا ان “السيطرة على المنافذ وخاصة الوسطى والجنوبية ومنع التهريب منها لا يروق للبعض منهم ان يكون هناك منتج محلي فبدؤا بشراء البيض واحتكاره”.
ويضيف النايف ان “الوزارة وجهت كل منتجي الدواجن بتخفيض اسعار البيض واستجابوا للنداء من خلال البيع المباشر للمواطنين وباسعار الجملة كما تم افتتاح مركزين لبيع بيض المائدة احداهما في جانب الرصافة والاخر في الكرخ لبيع البيض باسعار الجملة”، مؤكدا ان “هذا يحتاج الى الوقت لشمول كل المناطق باجراءات البيع بالجملة”.
وفي تموز الماضي، قررت الحكومة العراقية حظر استيراد البيض من تركيا، وقال اتحاد الغرف الزراعية التركي إن العراق يستورد 85 في المائة من صادرات تركيا من البيض.
وتسبب القرار، في خسائر ضخمة لقطاع الدواجن في تركيا، وادى فور صدور القرار العراقي، الى قيام شركات الإنتاج بائتلاف نحو مليون بيضة تم تخزينها لمدة 20 يوما، وذلك لعدم قدرة السوق المحلية على الاستيعاب.