خطير/ جاسوسية أم وطنية.. ؟ المال الأجنبي في تونس..

تونس_ بلا قناع

مقال رأي

 دروب التمويل والتدخل السياسي واختراق الجمعيات والهيآت.. كيف يخترق جسم الدولة..؟ كيف يفكك..؟ كيف تضخ الأموال… ؟؟؟؟  المدعو رامي الصالحي.. هو الذي سدد الكلفة المالية لحفل توديع شوقي طبيب بنزل الشيراتون..؟ من أين يأتي بهذا المال كله..؟ ما هي أهدافه الظاهرة والباطنة.. ؟
لا يعنينا في شخصه ولا نهتم بأفكاره.. وانما نبحث عن أوجه تأثيره المالي والسياسي.. يرأس رامي الصالحي ما يسمى بفرع الشبكة الأروبية المتوسطية للحقوق.. جمعية او منظمة تستجلب الأموال الاجنبية المخصصة للمنح والهبات الأروبية والأمريكية وحتى الخليجية.. وبتعلة ان الدولة مفلسة، ومثفلة بالدين الخارجي فان الجهات المانحة لم تعد تثق في أجهزة الدولة وكانت من قبل تضخ المنح والتحويلات المالية عن طريق الاجهزة المالية التابعة للدولة.
 البنك المركزي ووزارة المالية.. اليوم فقدت تلك الجهات الثقة في شفافية ونزاهة أجهزة الدولة لذلك فقد اختارت شبكة أورو ماد للحقوق لتوزيع المنح والهبات..يعني ذلك ان رامي الصالحي ومن معه يتَمتعون بثقة الجهات الأجنبية المانحة لسواد عيونه ونضارة وجهه..؟؟
هذه الاموال تتسلل تحت عنوان دعم التجربة الديمقراطية والانتقال الديمقراطي ، ومكافحة الفساد ، ودعم منظمات وجمعيات المجتمع المدني.. دعمها بالاموال من اجل تأكيد استقلالها عن جسم الدولة.. لكن هذه الاستقلالية عن كيان الدولة… تؤدي حتما الى تبعية مالية وسياسية للاطراف الاجنبية الممولة.. وهذا منبت الخشية..
رامي الصالحي قفز بسرعة.. كان قبل ذلك يشتغل موظفا في بنك للقروض الصغرى.. ما يثير الاستغراب ان هذا الرجل هو الذي سدد مبلغ حفل توديع المخلوع شوقي طبيب.. الذي انتظم بنزل الشيراتون.. كم قيمة المبلغ المدفوع 20 او 30 او 40 الف دينار .. لا يهم.. بقدر ما يهمنا البحث عن سبب تبرعه بالمال.. وذرائع ذلك… وغاياته المسكوت عنها..
لكن هذا الحفل فشل في تحقيق ما يريده هذا اللوبي المتنفذ .. اذ تغيب عدد كبير من المدعويين.. ومن السياسيين ورجال الاعمال والقضاة والنقابيين.. تغيبوا لعدة اسباب…أول سبب منطقي للغياب هو ان الجماعة كانت مع شوقي الطبيب ما دام يتحكم في هيئة مكافحة الفساد.. أي ما دام يتحوز جزءا من مربعات السلطة… وحين سقط شوقي انتهت المصلحة وانتفت المنفعة… ولم يعد شخصية مركزية صالحة للاستغلال.. وثاني الاسباب ان بعض الجماعة لا يريد ان تستغل صورته في هيأة الداعم لشوقي طبيب بعد ان تهشمت صورة الرجل الرمزية واقترنت بشبهات فساد قوية.. واحترقت ورقته وأصابه ذل الخريف..
السؤال الأهم.. لماذا يمول رامي الصالحي حفلا مكلفا بنزل الشيراتون..؟
ما هي دوافعه السياسية.. ؟
ما هي مصادر الاموال التي تنتفخ بها حسابات جمعيته.. ؟؟
لمن يعمل رامي الصالحي.. ما هي اهداف الجهات الاجنبية التي تضخ اليه الاموال.. ؟
هذه الاسئلة مشروعة ومنطقية… نحن نبحث عن السبب الرئيسي الذي يدفع جهات امريكية و أروبية وخليجية الى التبرع بأموال طائلة.. الى منظمات وجمعيات مستقلة وغير حكومية..
بل ، نحن نرى ان الاختراق الاجنبي للدولة التونسية وتفكيك كيان الدولة واضعافه.. قد تم بواسطة جمعيات ومنظمات لا ترتبط بالوطن وبمقولات الوطنية وحفظ السيادة والاستقلال…
لقد نجحوا في اضعاف الدولة واختراقها من خلال تأسيس جمعيات تحت غطاء مدني.. تنشط وتتلقى أموالا أجنبية…
الغريب ان رامي الصالحي ومن معه… كان يوفر أموالا طائلة توزع تحت غطاء هيئة مكافحة الفساد.. وهذه الاموال صرف جزء هام منها لتمويل جمعية القضاة مثلا.. وهو اختراق مفضوح لاستقلالية جهاز القضاة.. وكذلك تمويل نقابة الصحفيين.. وهو اختراق مفضوح لمربع الاعلام.. وصرفت اموال لفائدة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان… وصرفت أموال طائلة لفائدة جمعيات في كل ربوع البلاد..
هكذا.. تنفق اموال في شكل صدقة جارية.. في سبيل الله… لوجه الله… مساعدة للمساكين والفقراء والمحرومين..؟ ؟؟ الامر مثير للسخرية.. وللحزن..
لكن.. البنك المركزي لا يتحرك للتحري عن مصادر تلك الاموال واوجه انفاقها.. بنك مركزي مستقل عن الدولة..؟ وتلك جريمة من اكبر الجرائم التي اقترفت لهدم الدولة…
هل سمعتم ان دولة بلا مال… هل تقوم الدولة بلا مال.. وبالمال قوام الاعمال.. بنك مركزي لا يتحكم فيه رأس السلطة.؟ ؟؟ هذا البنك تعطل عن مراقبة حركة المال الاجنبي المتسخ… فضلا عن ذلك فان لجنة التحاليل المالية واجهزة الرقابة لدى الحكومة ووزارة المالية غائبة تماما.. فهم بالكاد يعرفون شيئا عن حركة المال الاجنبي في تونس.. وانشطة شخصية مريبة مثل رامي الصالحي… ماذا يصنع تحديدا… ؟ أ ليس جديرا بأجهزة الاستعلام والاستخبار وهيآت الرقابة المالية ان تحقق في حجم الاموال التي تم ضخها عن طريق رامي الصالحي.. وأوجه انفاقها… والتحقيق في ثروته وما يتملكه.. وكيف تملكه..؟ ؟ قد نوجه الراي العام الى وجوب الحذر واخذ الحيطة مما يحاك في السر لهدم الدولة وتغيير النمط المجتمعي وبيع استقلال البلد وتغيير ثوابته الوطنية..
نسأل السبد رامي الصالحي في خاتمة القفلة:. ما هو موقفه من صفقة القرن.. والتطبيع مع اسرائيل.. وموقفه من القضية الفلسطينية.. ؟؟ .. قد نرى ان مسك الختام.. هو فاتحة المقالة في صدارة النص.. هذا رأينا.. والرأي يحتمل الصواب والخطأ. والله أعلم…
المعز الحاج متصور

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*