اشتكى أطباء ومسؤولون في الأردن من الوضع الاجتماعي السلبي في الأغوار الجنوبية حيث تشكلت بؤرة عميقة للفايروس كورونا دون إمكانية حقيقية لتوفير مظلة من الوقاية والتباعد الاجتماعي.
وصرح مدير الصحة في محافظة الكرك جنوبي البلاد الدكتور أيمن طراونة حسب تعليقات منقولة بأن العزل المنزلي صعب في مناطق الأغوار الجنوبية.
وظهرت في أغوار الجنوب أكثر من 120 حالة حتى الآن قابلة للزيادة والتوسع بسبب فقر المنطقة والكثافة السكانية والأحياء المزدحمة والبيوت التي لا يوجد فيها أصلا وسائل صحية، الأمر الذي يجعل تطبيق العزل المنزلي صعبا ومعقدا.
ويعاني المختصون من السلوك الاجتماعي في تلك المنطقة التي لا يؤمن أهلها بالوقاية ويجدون صعوبة في تطبيق مقتضيات التباعد الاجتماعي والعزل حتى إذا قرروا الالتزام.
وتحدث مسؤولون في وزارة الصحة عن صعوبات بارزة في الاستقصاء الوبائي حيث يحرص مواطنون من الأهالي على إقامة “وداع” وسط حشد من الناس لكل مصاب بالفايروس كورونا تأتي السلطات لاستلامه بهدف عزله وحمايته.
وتداول الأردنيون في السياق على نطاق واسع شريط فيديو يناشد فيه أحد أعضاء أطقم الاستقصاء الوبائي الأهالي بتمكينه وفريقه من العمل.
ويشتكي عضو الطاقم الوبائي هنا من أن فريقه عندما ذهب لاستلام أحد المصابين وجده وسط حفلة وداع للأقارب والجيران حيث حضر لوداع المصاب نحو 30 شخصا يبدو أنهم ودعوه بالأحضان.
وسلوكيات الوداع للمصابين قبل العزل بدأت تثير موجة من الاعتراض في الأردن وتؤسس لحالة اجتماعية من الصعب ضبطها وتؤدي إلى المزيد من إرهاق النظام الصحي.
وكان رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز قد أعلن بأن حكومته ستضغط لوقف الاستهتار والتساهل الاجتماعي مشيرا إلى أن عدم التزام ولو 5% من المواطنين بمقتضيات التباعد الاجتماعي سيؤدي حتما إلى انتكاسة صحية ووبائية، الأمر الذي حذرت منه الحكومة مرارا وتكرارا.
وكان مسؤول ملف كورونا في وزارة الصحة الدكتور عدنان إسحق قد اتهم الأعراس وحفلات النجاح بالثانوية بالتسبب بعودة الفايروس وبقوة حيث بدأ تسجيل أعداد الإصابات يصل إلى المئات ويقترب في المملكة من مؤشرات الانتشار المجتمعي للوباء.
وفي الكثير من المناطق في الأطراف والمحافظات تجد السلطات صعوبات في إقناع المواطنين بعدم التحشد وتجنب الاجتماعات وعلى هذا الأساس تم تفويض الحكام الإداريين بمنع جميع مظاهر الاحتشاد بما في ذلك تلك التي تحصل في المزارع والبيوت الخاصة.
ويستذكر الأردنيون عموما هنا قصة سائق شاحنة الخناصرة المصاب الذي تجول في عدة مناطق ونقل العدوى لأكثر من 140 شخصا.
وكذلك قصة السيدة المسنة في منطقة الأغوار والتي حضرت عرسا وقدمت واجب العزاء مرتين في غضون ساعات قليلة وخالطت نحو ألف شخص وهي أول إصابة في منطقة الأغوار الجنوبية التي أصبحت الآن بؤرة مرهقة جدا وبائيا.