قیس سعید الحکم…هل بإمکانه ذلک ..

السيد الرئيس، في ظل غياب المحكمة الدستورية، لك أخلاقيا، إلى حد ما، أن تلعب دور الحكم في العائلة السياسية، بالمعنى التوفيقي.. اي ينتظر منك من خلال موقعك أن تجتهد لخلق التهدئة في دوائر التشنج، وتدلي برأيك في بعض القضايا الملتهبة والمعكرة للمزاج العام بما يخفف الاحتقان و يعالج الانقسام..
بدل التحكيم الأخلاقي، رئيسنا، اخترت أن تكون لا حكما حكيما، بل حارسا لمرماك فحسب، تناور على خط المرمى بمعزل عما يحدث في الميدان من قلاقل ومشاكل، فتذكرنا في كل مرة أن هناك رئيسا واحدا، ولاتنسى دائما أن تقف منبها، بالإشارة أو العبارة، إلى عدم الاقتراب من صلاحياتك بما يقتضيه الفصل 77 وغيره من الفصول ، وتلوّح بالويل الويل لمن اقترب من مرماك أو تحرش بشباكك…انحيازك يا رئيس لجهة ما و خلافاتك الغريبة مع رئيس الحكومة الذي أتيت به وحدك، وكتبت اسمه المجهول بخط يديك، من دون إملاء ولا إكراه، وتعمّدك استخدام نبرة تحيل على التقريع والاهانة أمام ضيوفك بصرف النظر عن القيمة والمقام، وهو أمر عجاب، قلّبت صفحات الزعماء، واجتهدت لاستذكر خطاباتهم، وأحسب انه لم يسبقك في معاملة ضيوفك بتلك الطريقة الفجّة اي زعيم على وجه الأرض( أستثني رئيس كوريا الشمالية الذي لا افهم لغته)….كل ذلك يحدث رغم ما يجري في البلاد من انقسامات حادة عكرت الحياة السياسية وخلقت احباطا غير مسبوق في وجدان طبقات واسعة من المجتمع الذي يعاني اصلا من معضلات شتى على كل الأصعدة، ضاعفتها موجات كورونية متتالية لا يعلم مدى آثارها الكارثية الا الله تعالى… أما الرئيس، وكأني بك تقف بالمرمى لا تحرس الا شباكك، لا يهمك الشّجار، بل تبدو وكأنك ننتظر قطف الثمار، وتنادي في صمت….
ايها اللاعب “الوطني” بالوطن، ارم وسدّد كما شئت، المهم ليس باتجاه مسرح قرطاج، أيها الجمهور أحرق ما شئت، المهم كن خارج حديقتنا وبعيدا عن أسوارنا..
أنا أقول لك سيدي الرئيس إن الوضع يسوء ..
هل لا زلت تقول : أنا أنظر وأنتظر!!
wait and see
…اليوم؛ وقد أصبح معك، الاحتلال حماية، وتُقبّل اكتاف المحتل بكل عنايه، والحديث معه عن الوطن، في بيته أشبه بالوشايه…اليوم، وأكثر من اي وقت مضى، من حقي أن أشك فيما تنتظر!!
____
ملاحظة:
*الذين اختاروا منهج السباب والتخوين، نذكرهم اني من أول الإعلاميين وأكثرهم، الذين استدعوا الرئيس عندما كان محاصرا ومغمورا…وساندت حملته بشكل واسع عن قناعة وطواعية ..

Comments are closed.