سجلت الولايات المتحدة أعلى معدلات الإصابة اليومية بفيروس كورونا المستجد، إذ فاق عدد الإصابات الجديدة 80 ألف حالة، في وقت يزداد التركيز على الجائحة من قبل المرشحين للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 3 نوفمبر.
وفقاً لإحصائيات جامعة جونز هوبكنز، فإن السلطات الصحية الأميركية سجلت 79 ألف و963 إصابة جديدة في الولايات المتحدة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليصل إجمالي الإصابات منذ بداية تفشي الوباء إلى قرابة 8.5 مليون إصابة.
وبالمقابل، أشار إحصاء لوكالة “رويترز” إلى أن الولايات المتحدة سجلت ما لا يقل عن 83 ألفاً و948 حالة إصابة جديدة.
معدل قياسي
ويعد هذا أكبر معدل إصابات يومي تسجله البلاد منذ ظهور الجائحة، إذ كان الرقم القياسي السابق في حدود 77 ألفاً و299 حالة جديدة، .
وسجلت الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي 60 ألف حالة إصابة جديدة يومياً، في أعلى متوسط .
ويأتي هذا الارتفاع المفاجئ في عدد الحالات قبل أقل من أسبوعين من انطلاق الانتخابات الرئاسية في الثالث من نوفمبر، مجتاحاً ولايات متأرجحة مثل أوهايو وميشيغان ونورث كارولاينا وبنسلفانيا وويسكونسن.
ولم يذكر خبراء الصحة سبب الارتفاع، ولكنهم حذروا منذ فترة طويلة من أن درجات الحرارة الباردة التي تجعل الناس يلزمون الأماكن المغلقة، إضافة إلى احتياطات كوفيد-19 والطلاب العائدين إلى المدارس والكليات، يمكن أن يعزز ذلك انتشار الفيروس.
حضور انتخابي
ومع احتدام التنافس بين المرشحين للرئاسة، تحوّلت جائحة كورونا إلى أبرز الملفات حضوراً في التجمعات الانتخابية والمناظرات الرئاسية.
ووعد الرئيس الجمهوري دونالد ترمب أنصاره في ولاية فلوريدا، الجمعة، بانتهاء جائحة فيروس كورونا قريباً، واتهم منافسه الديمقراطي جو بايدن بتضخيم تلك الأزمة الصحية لإثارة فزع الأميركيين وجعلهم يصوّتون لصالحه.
وأضاف ترمب الذي قلل من شأن هذا التهديد منذ بدايته،في بلدة فيلاجيز وسط فلوريدا “سننهي هذا الوباء بسرعة”. وقال فيما بعد أمام حشد كبير في بنساكولا إن الانتخابات تعد خياراً “بين الازدهار والإغلاق”.
بالمقابل، قال بايدن في وقت سابق الجمعة إن ترمب تخلى عن احتواء الفيروس، ووعد بأنه إذا فاز في انتخابات الثالث من نوفمبر سيطلب من الكونغرس إقرار مشروع قانون شامل لكوفيد-19 سيوقعه في غضون الأيام العشرة الأولى من توليه منصبه.
وقال بايدن خلال كلمة ألقاها في مسقط رأسه بمدينة ولمنغتون بولاية ديلاوير: “لقد تخلى (ترمب) عن أميركا”، مضيفاً: “لن أغلق الاقتصاد، لن أغلق البلاد، وسأقضي على الفيروس.”
وتعهد المرشح الديموقراطي بتوفير لقاح ضد فيروس كورونا المستجد مجاناً “للجميع” في إطار خطته الوطنية لمكافحة الوباء، وذلك حال فوزه في الانتخابات.
ويلقي الديموقراطيون باللوم على الرئيس الجمهوري في مسألة عدم وجود استجابة فدرالية قوية للوباء. وشهدت المناظرة الرئاسية الثانية بين ترمب وبايدن الخميس مواجهة جديدة بين المرشحين بشأن ملف جائحة كورونا.
وقال بايدن: “أي شخص مسؤول عن هذا العدد الكبير من الوفيات بسبب الجائحة يجب ألا يظل رئيساً للولايات المتحدة الأميركية”.
على الجانب الآخر، دافع ترمب عن أسلوب مواجهته لتفشي الوباء مؤكداً أن أسوأ مراحل الجائحة قد ولّى. وقال الرئيس الأميركي: “نقترب بشدة (من نهاية الجائحة).. ستزول”.
إقبال قياسي على التصويت
وقال “مشروع الانتخابات” في جامعة فلوريدا إن أكثر من 53 مليون أميركي صوّتوا بالفعل، من خلال التصويت المبكر، قبل 11 يوماً من الموعد الرسمي للانتخابات.
وأكد مايكل ماكدونالد الذي يدير المشروع، لـ”رويترز”، أن الانتخابات يمكن أن تسجل رقماً قياسياً جديداً في نسبة الإقبال، متجاوزة نسبة المشاركة التي بلغت 60% في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وتشير زيادة التصويت المبكر إلى الاهتمام الكبير بالسباق وحرص الناس على تجنب خطر التعرض للإصابة بكوفيد-19 خلال حشود يوم الانتخابات. ويحد التصويت المبكر الضخم من فرص ترامب لتغيير الآراء قبل انتهاء التصويت.
وتظهر استطلاعات الرأي تخلّف ترامب عن بايدن على المستوى العام، وبهامش أقل في العديد من الولايات المتأرجحة التي ستحدد من سيدخل البيت الأبيض