ـ الآلاف ممّن كانوا مجرمين ومتشرذمين تمّ ترسيمهم ويتقاضون اليوم جرايات محترمة ويقفون مع الإطارات السّامية أمام صناديق السّحب الآلي للأموال فلماذا سيثورون؟
ـ الآلاف ممّن مستواهم السّادسة ابتدائي تمّ ترسيمهم ويسجّلون حضورهم من الثّامنة إلى التّاسعة ثمّ يغادرون مقرّ عملهم ليتابعوا نشاطهم التّجاري المشبوه فلماذا سيثورون؟
ـ الموظّفون عامّة والمربّون خاصّة لا أحد يراقبهم من قريب أو من بعيد ولم تعد هناك حلقات تكوينيّة لتحسين جودة الإنتاج وصار الكلّ حرّا في فعل ما يريد فلماذا سيثورون ؟
ـ لم تعد للدّولة قيمة ونجح الكلّ في تهميشها وترذيلها ولم يعد للوزير أو الرّئيس قيمة وهيبة في الشّارع بتشجيع من وسائل الإعلام فلماذا سيثورون ؟
ـ لم تعد هناك ضوابط أخلاقيّة ولا مهنيّة وعمّت الفوضى التي صارت موضة شعبيّة محبوبة فلماذا سيثورون ؟
ـ نجحت المعارضة والمزيّفون في تدمير رمزيّة الدّولة فلماذا سيثورون ؟
ـ الخونة من الدّاخل والخارج أنهكوا جسم جهاز الدّولة وحقّقوا مآربهم الخسيسة وفهموا أنّ الدّولة صارت أوهن من بيت العنكبوت فلماذا سيثورون؟
ـ الوطن صار مستنقعا فرّخت فيه العصابات الكبيرة ومنه فرّخت عصابات صغيرة وتحوّل الوطن إلى ما يشبه الغابة فلماذا سيثورون ؟
** حينما تكون الثّورة الأمّ الأولى مشبوهة يقودها الجهل والانتهازيّة فمن الطّبيعي أن يكون الجنين مشوّها ومقرفا وتتحوّل الثّورة وما بعدها إلى صورة كاريكاتوريّة مضحكة إلى حدّ البكاء..