على الرغم من خطورة هذا الفايروس وسرعة أنتشاره ونزعته القاتلة، إلا أن أيامه لا تخلو من طرائف ومواقف مضحكة باكية، لأنها ناتجة من حرص الحكومات والشعوب من الوقاية منه عند التشديد في الاجراءات الطبية اللازمة، وانها تحمل بين طياتها اسئلة كثيرة وتفسيرات غريبة، وليس بالضرورة حصولها في مكان معين دون غيرها، وأن المذكور منه يمثل غيضاً من فيض :
- أختلاف في التفسيرات والآراء حول مصدر هذا الفايروس، بين من يرجعه الى جمهورية الصين الشعبية لظهوره في مدينة ووهان لاول مرة، وآخرين الى أمريكا صاحبة الاستخدام الأمثل للعلم والتكنولوجيا ومهارتها في استعمال الاسلحة البايولوجية ضد الخصوم، وتفسير أخر الى ان الفايروس خلق للتقليل من عدد المسنين والعجزة في الدول الاوروبية لزيادة النفقات الحكومية عليهم، أما الدول الاسلامية، فإنها ترجع ظهوره الى القدرة الإلهية، وأنه أمتحان من الطراز الثقيل للشعوب أجمع، وهكذا فإن شأن التأويلات عن الفايروس تتعدد وتختلف من هنا وهناك كغيره من الموضوعات والقضايا الاخرى مثل داعش الارهابي والفيروسات الايبولا والسارس وو، كما وان الاختلاف في الإرشادات الصحية المعلنة من قبل الجهات الطبية تمثل طرفة اخرى من الطرائف
- من الطرائف ايضاً، عدم ظهور الفايروس كورونا في دولة اليمن(ليس كُرهاَ ولا حسداً ونما مثالاً)، عليه فإن كان الفقر والحروب وعدم الاستقرار عوامل مساعدة لأنتشاره، فماهى العلة من عدم تعرض دولة اليمن للفايروس؟ إن لم يكن الحماية الإلهية الى جانبهم للتخفيف من معاناة هذا الشعب المغلوب على أمره الذي يعيش على صدى صوت القنابل والصواريخ وكر وفر الحرب الداخلية
- حدوث مشاجرة بالايدى واللكمات بين أثنين ممن تم حجزهم في إحدى المحاجر الصحية قبل يومين من أنتهاء المهلة الزمنية الطبية المقررة بقائهما في المحجر الصحي بعد إجرءهما كافة الفحوصات الطبية اللازمة، وعلى ما يبدو كانت بينهما حسابات قديمة أرادا تصفيتها قبل الخروج، على الرغم من عدم مناسبة الزمان والمكان لمثل هذه الاعمال، ولكنها مشيئة القدر ليكون من الطرائف ويسجله التاريخ، من أجل رجوع الاجيال القادمة اليه ومعرفة دقائق ايام الفايروس
- فراق الاحباب صعب للغاية، خاصة عندما يكون هذا الحبيب زوجة، فقد جن زوج جنونه وحاول ان يخرق قانون منع التجول وعبور نقاط التفتيش العديدة بعد ان علم ان الفرق الصحية أخذوا زوجته الى إحدى المحاجر الصحية لوجود شكوك باصابتها بفايروس كورونا، وتعامل الزوج مع الاطباء في قمة الغضب في سبيل معرفة مصيرها ونتائج الفحوصات ولم يهدأ الى حين تدخل القوات الامنية في الموضوع (يبدو انه كان على حق لان الزوجة تمثل الحياة أو انه عاشق في بداية الطريق)
- في حادثة طريفة أخرى، قامت إمراءة بزيارة أقربائها(أختها) في مجمع سيبيران (مجمع سكني تابع للعاصمة اربيل / إقليم كوردستان العراق وقد اصابها الفايروس مما دفع بسلطات الاقليم الى عزلها بشكل كامل )ولم تستطع الرجوع الى اهلها بسبب قرار منع التجوال، وهناك أصابت بجلطة قلبية و وافتها المنية وسط ذهول الناس وتساؤلاتهم الكثيرة حول سبب الوفاة، إن كان بالفيروس ام لا وللتاكيد تم نقل جثمانها الى الطبابة العدلية في اربيل، وبعد إجراء اللازم، تبين ان سبب الوفاة إصابتها بجلطة قلبية، وقرروا دفنها في مجمع سيبيران السكني في مراسيم خالية من أقرب الناس اليها وهو الزوج الذي لم يستطع الحضور عند الدفن او إقامة مجلس العزاء الممنوعة وفق التعليمات الصادرة من الجهات المتمثلة باللجنة العليا لمكافحة فايروس كورونا في الاقليم، على روح إنسانة عاش معه سنوات عديدة ، فالزوج المسكين كان حائراً بين امرين احلاهما مر مرارة الحنظل(الله تعالى يكون في عونه ويسهل عليه الامر)
- من الطرائف ايضاَ، أنتظار الاولاد لإيام وساعات ليروا آبائهم الذين سافرا الى الدول والمناطق البعيدة لقضاء حوائجهم من الاعمال والعلاج او المتعة، والآباء ايضأ، ينتظرون تلك اللحظة التي يلتقون بأسرهم ويسردون ما شاهدوه ويقدمون الهدايا للاطفال، وكل هذا يذهب سدىَ عند أول خطوة له على ارض مدينته ليأخذه الفرق الصحية الى المحجر لإجراء الفحوصات الطبية الصحي ويقضى الفترة المقررة له هناك بعيداَ عن عائلته، ويصابون بالصدمة
ما أكثر هذه المواقف والمشاهدات اليومية وعلينا تدوينها لكي لا تخوننا الذاكرة بعد ايام من التعافي من هذا الوباء الجانح الخطير الذي غيًر العالم اجمع وادخله في حيرةٍ من امره، ندعو الله تعالى ان يحفظنا ويحفظ بلادنا و الانسانية من كل مكروه