من السهل مسايرة التيار والتعاطف مع هلال الشابة هذا الفريق الذي شكل المفاجأة السارة للموسم الكروي الماضي لكن الاختيارات السهلة لم تكن يوما تستهويني كما لا أبحث عن معاكسة التيار لاتباع طريق مغاير على أساس خالف تعرف.
سأحاول تحديد موقفي أولا من خلال تطور الأحداث وكذلك الاطلاع على القوانين الرياضية التي تحدد العلاقات بين الهياكل الرياضية لأني أعتقد جازما أن الطريق الموازي للتقيد بالقوانين المنظمة للنشاط الرياضي يقود حتما إلى فتح الباب على مصراعيه إلى التمرد والعصيان والفوضى..
فعلى سبيل المثال كيف يكون الرد على منافسي الهلال
في صورة الاحتراز على قبول مطلب إنخراط غير مكتمل في معنى الفصل 25 من القوانين العامة لجامعة كرة القدم الذي يعدد الأوراق المطلوبة في الملف والفصل 29 الذي ينص صراحة على عدم السماح بالمشاركة في المنافسات في صورة عدم إكتمال الملف ؟
ألا يعتبر ذلك خطأ إداريا ينجر عنه في أقل الحالات الاقرار قانونا باعادة جميع مباريات الفريق المذنب ؟
ورغم أن وضوح النصوص التي صادقت عليها الأندية لا تحتمل التأويل فان الجامعة أظهرت مرونة فائقة في التنفيذ فتولت تذكير الأندية المنضوية تحت لوائها بآجال إيداع الملفات في ثلاث مناسبات وإستجابت جميع الأندية باستثناء هلال الشابة.
وفي مرحلة ثانية حظي هلال الشابة بمعاملة خاصة وتلقى 3 مراسلات من الجامعة تضمنت آجالا جديدة بعد إنقضاء الأجل القانوني يوم 30 سبتمبر وكان آخرها يوم 13 أكتوبر لكن الهلال لم يتفاعل إيجابا مع الأيادي الممدودة والتسهيلات الممنوحة.
تاريخ الكرة المعاصرة يحتفظ بقرار أليم قضى بانزال نادي جوفنتوس العالمي إلى القسم الثاني ولم تشتعل مدينة تورينو وصفق العالم لشجاعة الاتحاد الايطالي لكرة القدم واليوم تنصب المحاكم الشعبوية في الفضاء الافتراضي لادانة من تمسك باحترام القوانين والتعاطف مع المتمرد وعلى رأي الامام الشافعي :
“نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا.. وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سوانا” !