الشعب التونسي بين الألم و الأوجاع… عذاب الاحتياج و ضيق العيش و أوجاع تثقل الصدور بالحزن على حياة المأساة و الأوضاع التي انتهت إلى أزمة نفسية نتيجة مشاعر القلق و الخوف لما في المستقبل من تقلبات الاحوال… تونس إلى أين … ؟
الشعب و الوطن بين فكي حكومة تتخبط في اوحال سلبيات أنظمة حكم سابقة و من واجهة أخرى طبقة سياسية اقل تقييم يمكن تأكيده انها ابعد ما تكون تعلم او تدرك او تشعر باوضاع العامة من الناس أو تبصر الأوضاع كيف تنزل إلى القاع…. تحولت تونس إلى ساحة فرجوية لعروض المشادات تحت قبة البرلمان أوضاع و أحوال و أحداث لا ترتقي إلى مستويات تمنح تونس مرتبة الشرف أمام الرأي العالمي و الاقليمي او حتى أمام الشعب التونسي ، يبدو أن هذا المهرجان من العبث لن ينتهي إلا بانتهاء الشعب اجتماعيا و تنتهي الدولة اقتصاديا و نعلن الإفلاس ، فالصراع القائم تديره جهات ذات مصالح تحاول تكريس الخصومة والفرقة من منطلق رسم الخرائط الجديدة ومحو التاريخ ،هذا يمجد زعماء سابقين و يدع الملكية الشرعية لإدارة الحكم و ذاك يجعل من الثورة مصدر للحكم غايتهم القصاص من اتباع الحكم السابق فقد وجد الشعب التونسي نفسه أمام تيارات سياسية خارجة من كهوف الأيديولوجيا الممزوجة بالجهل وأخرى تدحرجت من أقصى يسار الطيف السياسي مجردة من الأسس الفكرية فارغة المعنى و المبنى كل ما تملك او كل طرحها السياسي تحاول النجدة بالخطاب التحريضي تحت غلاف الشعبوية تنطق للمطالبة بمطالب الناس ، بينما النخب السياسية او الشخصيات المعروفة حاولت أن تتسلق على ظهر هذه الايديولوجيات وتسايرها وتتبنى شعاراتها لتمعش السياسي و التموقع الإيجابي و استغلال النفوذ.. لا يوجد مشروع وطني لدى هذه النخب وليس لديها مطالب سياسية ولا مجتمعية ولا حتى أهداف عقلانية ، وقواعدها وجدت نفسها منساقة في شتائم يومية على صفحات التواصل الاجتماعي و في المقاهي.. تطال الموتى والأحياء ، بما يناقض الموروث الأخلاقي عند الشعب التونسي وانساقت وراء تعصب أعمى أدى إلى التصرف في المخزون المالي و ممتلكات الدولة إلى ما وصلنا إليه من خوفا على الوطن و الدولة والشعب……
اتضح جليا أن تلك النخب مصنعة في الخارج والبعض منها أعيد تصنيعها بصفة سريعة بعد الثورة لتكون في صف المعارضة امتداد لسياسات الخارج أيضا ، فظهرت متخبطة في شعاراتها الأيدولوجية توقظ الأحقاد القديمة مرتهنة من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها متناقضة مع مبادي و أهداف و برامج دولتنا التي تجاوزت 70عاما من الاستقلال الوطني .
لم تستطع هذه النخب توفير البديل الوطني لأنها لا تمتلك ثقافة الدولة و لا تمتلك زعماء يفقهون كيف يتعاملون مع الاوضاع و كذلك نخب سياسية فاشلة عاجزة ليست كفاءات و أصحاب خبرة و حنكة تستطيع قيادة البلاد و العباد….
لذلك عبرت عن حصولها عن المنح و الامتيازات و التعويضات بدلا من تحقيق تطلعات الشعب التونسي و بلوغ أهداف الثورة…… لأنها لا تملك ثوابت وطنية كما قلنا ولهذا قدمت نفسها على أنها في مواجهة حزب التجمع الدستوري الديموقراطي و صانعه صانع التحول زين العابدين بن علي و ضد صانع الاستقلال و مؤسس الدولة المدنية الرئيس الحبيب بورقيبة ، لكنها أظهرت أنها مليئة بكل التناقضات و جمعت من شركاء و تحالف في الحكم إلى كل الفاسدين والمتسلقين والضالين والمتآمرين لتؤكد للجميع أنها نخب طفيلية لا ترتكز على فكر وطني .
سقطت هذه النخب بالتبعية والارتهان أو بمعنى أصح كانت فاشلة و مرور الوقت اليوم بعد عشرية من الحكم بعد الثورة هي التي عرتها وأظهرت وجهها الحقيقي و عجزها ورهانها على حرق مركب الوطن والوصول بالخضراء و شعبها إلى بيئة ممزقة أصبحت الأخلاق فاسدة و تفشي ظاهرة الاغتصاب و السرقة و الإجرام و المخدرات و الهروب إلى خارج الوطن في أطر الموت الغير قانوني و تفشي الجهل و انعدام التربية و الثقافة مما خلخل السلم الاجتماعي و كان أيضا اندثار عادات وتقاليد الاحترام و التضامن و المواساة و روح المحبة بين الجميع…
يكتب اليكم / نورالدين بلقاسم