يؤدي تدخين بضع سجائر في اليوم أو التدخين العرضي أو التعرض لدخان التبغ غير المباشر إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية، فيما تؤكد منظمة الصحة العالمية أن جميع أشكال التبغ ضارة، ولا يوجد مستوى آمن من التعرض للتبغ.
ويموت 1,9 مليون شخص سنويًا بسبب مرض القلب التاجي الناجم عن تعاطي التبغ، وفقًا لبحث جديد أصدره، أخيرًا، كل من منظمة الصحة العالمية والاتحاد العالمي للقلب وجامعة نيوكاسل في أستراليا، استباقًا لحلول اليوم العالمي للقلب الذي يصادف يوم 29 سبتمبر من كل عام.
ولكن، إذا اتخذ متعاطو التبغ إجراءات فورية وأقلعوا عن التدخين، فإن خطر الإصابة بالأمراض القلبية ينخفض بنسبة 50% بعد عام واحد من الإقلاع عن التدخين.
ويكشف البحث عن أن ذلك العدد يعادل خُمس مجموع الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية، ويحثّ جميع من يتعاطى التبغ على الإقلاع عنه وتجنب الإصابة بنوبة قلبية، مؤكداً أن المدخنين هم أكثر الفئات عرضة للإصابة بحالات حادة من الأمراض القلبية الوعائية في سن أصغر مقارنة بغير المدخنين.
ويُظهر البحث أيضًا أن التبغ العديم الدخان مسؤول عن حوالي 200 ألف حالة وفاة ناجمة عن مرض القلب التاجي سنوياً، كما تتسبب السجائر الإلكترونية في ارتفاع ضغط الدم، ما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
ارتفاع ضغط الدم
وعلاوة على ذلك، يزيد ارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية من خطر الإصابة بعدوى (كوفيد19) الوخيمة. وقد أظهر مسح أجرته منظمة الصحة العالمية أخيرًا أن 67% من الأشخاص الذين توفوا بسبب مرض (كوفيد19) في إيطاليا كانوا يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، وأن 43% من الأشخاص الذين أصيبوا بمرض (كوفيد19) في إسبانيا كانوا يتعايشون مع أمراض قلبية.
ويظل تدخين السجائر النوع الأكثر شيوعًا لأنواع استخدام التبغ في كافة أنحاء العالم. وتشمل منتجات التبغ الأخرى تبغ النرجيلة، ومختلف منتجات التبغ العديم الدخان والسيجار والسيجاريليو والتبغ الجاهز للف باليد وتبغ الغليون ولفافات البيدي ولفافات الكريتيك.
ولا يقل الضرر الصحي لتدخين النرجيلة عن سجائر التبغ. غير أن مستخدميه غالبًا لا يدركون المخاطر الصحية المترتبة على استخدام تبغ النرجيلة.
كما أن تعاطي التبغ العديم الدخان سبب قوي للإدمان ومضر بالصحة، إذ إن التبغ العديم الدخان يحتوي على العديد من المواد السامة المسرطنة ويزيد استخدامه من خطر الإصابة بسرطانات الرأس والعنق والحلق والمريء وجوف الفم (بما يشمل سرطان الفم واللسان والشفاه واللثة) بالإضافة إلى أمراض الأسنان المختلفة الأخرى.
ويعيش ما يزيد على 80% من المدخّنين البالغ عددهم 1,3 مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث يبلغ عبء الاعتلالات والوفيات الناجمة عن التبغ ذروته. ويسهم تعاطي التبغ في الفقر إذ يحرف إنفاق الأسر المعيشية عن احتياجات أساسية مثل الطعام والمأوى إلى التبغ.
تكاليف
إن الكلفة الاقتصادية لتعاطي التبغ ضخمة، وتشمل تكاليف الرعاية الصحية الباهظة الناجمة عن معالجة الأمراض التي يسبِّبها تعاطي التبغ، فضلاً عن فقدان رأس المال البشري نتيجة الوفيات والمراضة لأسباب تُعزى إلى التبغ.
وفي بعض البلدان، يتم تشغيل الأطفال المنحدرين من أُسر فقيرة في زراعة التبغ كي يدرّوا الدخل على أُسَرهم. كما يتعرّض مزارعو التبغ هم أيضًا للعديد من المخاطر الصحية بما يشمل الإصابة بـما يُدعى «داء التبغ الأخضر».
التدابير الرئيسية المتخذة لطلب الاعتراف بأن التدخين السلبي اللاإرادي يقتل
•دخان التبغ غير المباشر هو الدخان الذي يملأ الأماكن المغلقة عندما يشعل الناس منتجات التبغ، من قبيل السجائر ولفافات البيدي وتبغ الأراجيل.
•لا يوجد أي مستوى مأمون من التعرّض لدخان التبغ غير المباشر الذي تنجم عنه أكثر من 1.2 مليون حالة وفاة مبكرة سنويًا والإصابة بحالات حادة من الأمراض القلبية الوعائية وأمراض الجهاز التنفسي.
• يتنفس حوالي نصف الأطفال بانتظام هواءً ملوثًا بدخان التبغ في الأماكن العامة، ويموت 65000 شخص سنوياً من جراء الإصابة بأمراض تعزى إلى التدخين السلبي.
• يزيد التدخين السلبي اللاإرداي لدى الرضع من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع الفجائي، وأما لدى النساء الحوامل، فيتسبب في مضاعفات الحمل ونقص الوزن عند الولادة.
• إن قوانين منع التدخين تحمي صحة غير المدخنين وهي شائعة لأنها لا تضر بالأعمال وتشجع المدخنين على الإقلاع عن التدخين.
تحذيرات
•إن الصور أو الرسوم العريضة التي تتضمن التحذيرات الصحية، بما يشمل تلك على أغلفة التبغ البسيطة، التي توجه رسائل قوية التأثير يمكنها أن تقنع المدخنين بحماية صحة غير المدخنين من خلال عدم التدخين داخل المنازل، وزيادة الامتثال لقوانين منع التدخين وتشجيع المزيد من الناس على الإقلاع عن تعاطي التبغ.
•تظهر الدراسات أن التحذيرات المصورة تذكي وعي الناس بالأضرار الناجمة عن تعاطي التبغ.
•يمكن أيضاً أن تقلل الحملات الإعلامية الجماهيرية من الإقبال على تعاطي التبغ من خلال تعزيز حماية غير المدخنين وإقناع الناس بالتوقف عن استخدام التبغ.
حظر الدعاية للتبغ من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض استهلاكه
•يمكن أن يؤدي الحظر الشامل للدعاية للتبغ والترويج له ورعايته إلى الحد من استهلاك التبغ.
•ينبغي أن يشمل الحظر الشامل كل أنواع الترويج المباشرة وغير المباشرة.
•تشمل أشكال الدعاية المباشرة، من جملة أمور أخرى، الإعلانات على التلفزيون والإذاعة والمنشورات المطبوعة واللوحات الإعلانية والإعلانات التي أصبحت تروج له حديثًا على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.
•تشمل أشكال الدعاية غير المباشرة، من جملة أمور أخرى، مشاركة العلامة التجارية وتوسيعها والتوزيع المجاني وتخفيض الأسعار وطريقة عرض منتجات التبغ في أماكن البيع والرعاية والأنشطة الترويجية التي تتخفى وراء قناع البرامج ذات المسؤولية الاجتماعية للشركات.
وسائل للحد من التعاطي
•ضرائب التبغ هي أكثر الوسائل فعالية من حيث التكلفة للحدّ من تعاطيه، وخصوصًا بين الشباب والفئات المنخفضة الدخل مع زيادة الإيرادات في العديد من البلدان.
•يتعين أن تكون الزيادة في قيمة الضرائب عالية بما يكفي حتى تصبح أسعار التبغ أعلى من مستوى نمو الدخل. فارتفاع سعر التبغ بنسبة 10% سيؤدي إلى الخفض من استهلاكه بحوالي نسبة 4% في البلدان المرتفعة الدخل وحوالي 5% في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
•ومع ذلك، فإن فرض ضرائب التبغ المرتفعة هو الإجراء الأقل تنفيذًا من بين مجموعة تدابير مكافحة التبغ المتاحة.
مستخدمو التبغ في حاجة إلى المساعدة كي يقلعوا عن تعاطيه
•تُبَيِّن الدراسات أن عددًا قليلاً من الناس فقط يستوعبون المخاطر الصحية المحددة المترتبة على تعاطي التبغ. ومعظم المدخنين الذين يدركون أخطار التبغ يريدون الإقلاع عن التدخين.
•من غير الحصول على الدعم للتوقف عن التدخين، نسبة 4% فقط ممن يحاولون الإقلاع عن تعاطي التبغ سوف تنجح في ذلك.
•يمكن للدعم المتخصص والأدوية الناجعة أن تزيد فرصة نجاح الذين يحاولون الإقلاع عن تعاطيه بأكثر من الضعف.
المصدر: منظمة الصحة العالمية