الرسالة الأخيرة لطبيب مصاب بكورونا .. قبل أن ينتقل إلى جوار ربه

و بينما أنا راقد علي سريري بالعناية المركزة، أكافح كي أتنفس الهواء بصعوبة ….
و أعاني من الم رهيب ينهش كل قطعة من جسدي، الذي لم يبق فيه شىء غير متصل بأنابيب و خراطيم …
أراقب نظرات زملائي من الأطباء و الممرضين ما بين خوف و رجاء،
و تحركات سريعة و مضطربة لتجهيز جهاز التنفس الصناعي لهبوط حاد في نسبة الاوكسيجين بالدم …
وانا اعلم فشل جهازي التنفسي الرباني في العمل هو بداية الطريق الى نهايتي المحتومة لطالما شاهدتها….من قبل
و أنا الطبيب المسؤول عن علاج هذا المرض …وأستطيع أن أري نهايته الآن بوضوح …
منذ أيام ودعت زميلا لي كان يرقد علي بعد خطوات مني و كان قد سبقني إلي ما أنا ذاهب اليه الآن…
لست والله خائفاً الآن،
فأنا أشهد الله بأني لم أقصر في أداء الواجب و تحمل الأمانة، و أرجو من الله أن يتقبلها خالصة لوجهه الكريم، و أن يجعل عملنا و مرضنا هذا في ميزان حسناتنا يوم نلقاه…
كل ما أرجو إن بادر بي الأجل وحانت لحظة الفراق أن يتكفل الله برعايته و حفظه أسرتي و أطفالي الذين افتقدهم بشدة
و يعتصر قلبي فراقهم
وصيتي إليك يا الله أطفالي الذين لن أفرح بهم
و أن تذكروني إخوتي بكل جميل
و لا تنسوني من صالح دعائكم”

Comments are closed.