الولد ذي ال27 عاما، عزوز، فقد حياته وقتل طعنا وغدرا فقط لأنه كان شهما ورجلا وأغاث امرأة تستغيث من جرم بعض الصعاليك السائبة الذين لم يتركوا كبيرا ولا صغيرا ولا امرأة شابة أو عجوز لم يتركوا أحد إلا وعقروه، ولم لايفعلون ذلك وهم لا تربية ولا أخلاق ولا رجولة ولا أي خصلة من خصال ابن آدم، فهم في الغالب فئة لا تختلف عن الضباع أو الخنازير لا يهمها أن تأكل حتى الجيفة ولا تعرف هذه الطائفة دينا ولا ملة ويمكن أن تسترزق حتى من مؤخراتها.
البارحة مثلا لفت وزير الداخلية إلى انعكاسات منتوجات بعض التلفزيونات التي تعرض مسلسلات هابطة في كل النواحي قولا وفعلا ومظهرا، ولعل عديد البرامج الاذاعية والتلفزية شجعت حقيقة وبالملموس على انتشار الجريمة والفواحش بل وفتحت عيون الغافلين من الشباب والمراهقين على ماخور علي بابا.
وعليه فإن كلام الوزير في هذا الخصوص لم يأت بالجديد بل هو واقع معاش في ظل اكتساح منابر الاعلام من قبل دخلاء دخلوه عبر الشطحات والتقليعات وسوء الظهور بكل تفريعاته مما أسهم في تنامي ظواهر سلوكية واجتماعية باتت تمثل خطورة على المواطن وعلى الأمن العام.
وحاليا تونس في وضع “الانهيار العام الاقتصادي والسياسي أمام التونسيين والإجرام والإرهاب وراءهم” فهم بين مطرقة هذا وسندان ذاك، لذلك لا سبيل اليوم لأي حياة أو انجاز أو تقدّم إلا بحماية النفس البشرية أولا وأخيرا وعليه لا مفر من صياغة ووضع نص تشريعي يقر عقوبات قاسية تردع كل من تسول له نفسه العدوان على الآخرين ما دام بيننا ضباع آدمية تعقر فتدمي أكثر من الكلاب السائبة المنتشرة في شوارع البلد وأزقته بلا حسيب ودون رقيب.
(قيس العرقوبي)