دون الحط من عزة النفس فان القاضي المرحوم المتعهد باقوى ملف تبيبض اموال في تاريخ تونس قد تعرض للعدوى خلال بحثه في قضية فساد في الوقت الذي يقطن فيه بمنزل على وجه الكراء …
هو ضحى بنفسه في مقر العمل حنى تتمعش الدولة من احكام القضاء …في حين نجد ساسة تسارع لرفع التجميد عن بعض رموز الفساد و تأتي حكومة لاحقة لتشرعن لسالفتها في قرارات الفساد المتتالية
اكبر فضيحة يشهدها القطب القضائي انو محامي يدخل للقطب و يثور في حالة غضب تبعا لغياب البروتوكول الصحي و يستغرب من صمت القضاة المغلوبين على امرهم ليخرج بعد ذلك و يعود وهو يحمل جهاز قيس حرارة و يتبرع للقطب ..فهل بعد هذا حديث ؟
زوجة القاضي المرحوم و ابناؤه من لهم بعد الله ؟
ابناء في عمر الزهور …كيف سيعيشون دون والدهم الذي ضحى من اجل الواجب ؟
المضحك المخزي في نفس الوقت هو ان الامني حينما يرحل للجهاد في الجبل يعلم مسبقا انه قد لا يعود …اما القاضي فانه فانه يموت غدرا و تواطئا …لانه لا يعلم ان المحضر الذي امسكه بين يديه مضروب بالكوفيد و لا يعرف ان قريب احدى المستنطقات مصاب …فأين الدولة ؟
كم فترة من الزمن ستصبر الدولة على اعاشة ابناء الفقيد و اي رسالة سيقرأها القضاة ؟
هل تعرفون ان اعشاش الحمام تقيم بالقطب المالي ؟ و هل تعرفون ان القضاة تطوعوا صحبة الكتبة لتنظيف مقر القطب من الاوحال و المياه بعد ان امطرت بقوة ؟
هل تعرفون ان علبة الجال فارغة و انه في احدى المرات تم تمكينهم من قارورتين فاحتارت النيابة في طريقة توزيعها ؟
كل ما الومه على القضاة هو انهم تأخروا عن ركب مكافحة الفساد و هم يشاهدونه عيانا …ففي الحرب علينا حماية المحارب قبل الضحية لانه الامل في النصر الا ان القضاة يخجلون من اتهامهم بالقطاعية …فلما لم تفتح النيابة بحثا في اي مسؤول بخصوص الامتناع المحظور او حتى تعريض حياة الاشخاص المشمولين بالحماية للخطر ؟
نحن نجامل الدولة و الحكومة باسم التعقل و هذا قمة الغباء و التخاذل
غدا سوف يمر موكب الفقيد امام المحكمة الابتدائية بتونس فالف شكر للسلط العسكرية على هذا الجميل و المعروف الذي لن ننساه ابدا ما حيينا …لان الجيش اثبت في كل مرة انه صاحب واجب و صاحب عاطفة جيّاشة …سنكون في انتظار زميلنا و نرجو منكم عدم سد الطريق و بارك الله فيكم