يبدو إنّو حياتنا ولات معدّلة على الكوارث و المصايب و في صورة ما صار العكس و قمنا على خبر شبه إيجابي يحدث تماما المفعول العكسي . يمكن هذا داخل في قدرة البشر على التأقلم بش يبقى على قيد الحياة . إذا بش نعملوا جرد لكل الأخبار الغريبة و العجيبة الي نسمعوها في ظرف أسبوع و الي نختار منها عادة خبر بش نحكي عليه كل خميس ، المرة هاذي لازمني نكتب مجلّد . المصايب على كل لون يا كريمة و على جميع المستويات : مالسياسة ، للصحة ، للجريمة ، للاقتصاد … من بنزرت لبن ڨردان .
و الحديث على السياسة اليوم يظهرلي ولّى إهدار للطاقة و مظرّ بالصحة النفسية و الجسدية و نحكي خاصة على السياسة في مفهومها الضيق المرتبط ببعض مؤسسات الحكم و السلطة . سبق و حكيت شخصيا على وضعية الطفولة في تونس خاصة مع تفاقم الأزمة الإجتماعية و الإقتصادية و لاحظنا إنو الجرائم المرتكبة في حقها ماشية و تاخو أشكال أعنف و أكثر وحشية و لاحظنا غياب تام لاستراتيجية الدولة فيما يتعلق بالطفولة. و ماعندناش مدة كبيرة نتفكروا الصدمة الي عشناها بعد حادثة البالوعة في البحر الأزرڨ. اليوم بش ندور ندور و نرجع لموضوع الطفولة التونسية بعد ما قريت آخر تقرير لمنظمة اليونيسيف على الطفولة التونسية … و يا لهول الي قريتو و الارقام الي فيه.
تقرير فيه أكثر من 200 صفحة يمثل وثيقة في غاية الأهمية إذا ما كملّنا العرك و المعروك و نوينا نتلهاو بمستقبل هالبلاد . التقرير تضمن أرقام و إحصائيات و قدم كذلك توصيات في غاية الأهمية للدولة التونسية لإنقاذ الطفولة الي حسب هالتقرير نجموا نقولوها و بدون أدنى شك مهدّدة و الأكثر عرضة لإنعكاسات الأزمة الي تعيشها البلاد:
21,2 بالمائة من الأطفال يعانون الفقر في تونس و في دراسة أخرى نشرتها منظمة “يونسيف” بتونس بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية في أوت الماضي قد كشفت عن احتمالية ارتفاع عدد الأطفال الفقراء من 688 ألف طفل قبل ظهور وباء كورونا إلى 900 ألف طفل في خضم هذه الجائحة
17.2 بالمائة من الأطفال (بين صفر و5 سنوات) يعانون من السمنة وأن 44.2 بالمائة كانوا مهددين بالسمنة في سنة 2018
72 بالمائة من الأطفال لا يمتلكون مهارات أساسية في العمليات الحسابية وأن 34 بالمائة منهم لا يمتلكون المهارة في القراءة.
وفي ما يتعلق بظاهرة العنف أشارت إلى تسجيل حوالي 17500 حالة تبليغ عن العنف الجسدي المسلط على الأطفال في سنة 2018، مقابل نحو 6 الاف حالة تبيلغ عن حالات العنف في نهاية ديسمبر 2011.”
هو في الواقع نجموا نكتفيو بقراءة هالأرقام و نخليو الصمت العميق يخيم على البلاد . خاصة الأرقام المتعلقة بالتربية و التعليم. و بالطبيعة شانطي الطفولة و كل الميادين المتعلقة بها يتطلب فلوس و الميزانية الي يتم رصدها و نحنا هانا نشوفوا في الوضعية متع المالية العمومية و الميزانية الي السيد المشيشي لازمو يرهن روحو وشوف و شوف ينجم يسكرّها شوف لا.
للأسف وليداتنا الصغار ما عندهمش فانا يسكروها بش الحكومة التونسية تتلفتلهم و تتلهى بيهم . و وليداتنا زادة ما عندهمش عجالي بش يحرقوها و يسكروا بيها الكياسات بش المعنيين بالأمر ينكبوا جديا على أوضاعهم . كيفاش اليوم الناس تحب تقنعنا إنو ثمة أمل و مستقبل أفضل وقتلي 34% من الأطفال ما إكتسبوش مهارة القراءة ؟
اليوم أكثر من أي وقت مضى ، لازم الحكومة التونسية تعيد النظر في ميزانيتها و تقرأ حساب أكبر للتربية و التعليم في أول الخطوات . و لازم الاهتمام بفترة التعليم قبل المدرسي و إلي للأسف بعد ماكان في يدين الدولة و روضاتها البلدية الي كانت برامجهم علمية و مدروسة اليوم تسيبت للروضات العشوائية و الكتّاب بدون أدنى مراقبة : صغيرات مازالوا ما يعرفوش يحلوا عينيهم ملوح في الضو نهبطوا عليهم بعذاب القبر و الضرب و الخوف و التخويف . المرحلة هاذي هي الي تهيأ الصغيرات للتعليم و المدرسة و ينجم يكون عندها انعكاسات كبيرة على ظاهرة الانقطاع المدرسي . و بما إننا توة عشرة سنين نسمعوا بالتمييز الإيجابي ، علاش لا نعمموا التعليم قبل المدرسي و الدولة ترجع للروضات البلدية في المناطق الأكثر فقرا و تهميشا .
بعد 10 سنين فوضى و تفكيك للدولة و تقهقر مستوى التعليم و أزمة القيم الي هزت البلاد و نزيدوهم الوضع الإقتصادي الكارثي ، الأطفال الي كانت أعمارهم تتراوح بين 10 و 15 سنة اليوم مشاركين في عمليات إرهابية في دول اجنبية و حارقين لإيطاليا و ما يعرفوش ساعات يفكوا الخط و و أكيد ثمة زادة شباب طموح و يخدم و يقرأ و ينتج و مفخرة لبلادو بين الأمم لكن من المهم التركيز على موش قاعد يمشي قبل الي ماشي خاطر الوضع بش يزيد يتعقد و الحكومة توة آخر همّها الطفولة . همّها الوحيد هي الميزانية الي كيف العادة بش تحاول تغطي الخور و الأخطاء المتراكمة في قيادة و تسيير الدولة.
و أخيرا موضوع الطفولة يمكن موش ياسر “ساكسي” و صحيح أغلب القنوات الإعلامية خذات بعض الأرقام لكن ما يكفيش و الموضوع هذا حسب رأيي أهم ببرشة من إنو النهضة تعمل مؤتمرها ولا لا الي اليوم مسخرينلو تقريبا جلّ البلاتوات. اليوم مهمّ اننا نحللوا هالارقام و نشوفوا شنوة الي خلّى الطفولة التونسية تتعرض لها الانتكاسة في حقوقها وحمايتها .