منذ الإعلان على وفاته والعديد من الصفحات تظهر الشماتة والسب والافتراء حتى من اناس لا نشك في رجاحة عقولهم وحسن خلقهم،. منهم يتحدث عن الثروات ومنهم من يتحدث عن العلاج في الخارج ومنهم من يتحدث عن وزفاف ابنه قبل سنة وكل يدلي بدلوه ولكن كلها تقريبا تصب في خانة الاتهام والشماتة .
ولانه مبدا متاصل لدي ان لا ادع قول الحق لانه واجب شرعي وسلوك اخلاقي،
الهجمة على بوعلي المباركي لا تبتعد كثيرا عن الهجمة التي تعرض لها الغنوشي، فقد قيل ان الغنوشي كان يغيش قمة الرفاهية في لندن ويسكن قصرا وكان وكان، وبما اني اعرفه واعرف مستوى الحياة التي كان يعيشها مع ابنه وبقية عائلته في قرية في احواز لندن في بيت متواضع اشتراه ابنه الاكبر بقرض بنكي، فانني لم اتاخر في الدفاع عنه والذود عن حرمته، واليوم اقف نفس الموقف بالنسبة ابوعلي المباركي.
بوعلي كان يسكن في بيت وفرته له الحكومة حتى تستطيع حمايته من التهديدات الجدية بالقتل التي تستهدفه، وكانت الخطة الامنية تقتضي بوضع اكثر ما يمكن من الشخصيات المسترجل حمايتها في اقل ما يمكن من المساحة الجغرافية حتى تقلل من اعباء الحماية وتنفذ مهامها بحرفية أعلى، اذا الرجل لم يكن يملك بيتا اصلا وخرج من هذه الدنبا دون ان يتمكن من امتلاك بيت في لي مكان من تراب تونس او خارجها، ليس له غير بيت والده الذي ولد فيه في ريف من ارياف سيدي بوزيد يفتقر الى كل اسباب الحياة بين الاودية والمرتفعات.
بوعلي اصيب بالمرض الخبيث منذ زمن طويل وتعافى منه ولكنه رجع اليه مرة اخرى وكان بين الفينة والاخرى يجري بعض الفحوصات في الخارج وللتاريخ اقول ان تكاليف علاجه ليست من ميزانية الدولة التونسية ولا الاتحاد ولا اي جهة أجنبية ، وليست بالضخامة التي يحكي عنها بعض الوالغين في عرض الرجل حيا وميتا. الحقيقة ان اي تونسي وتونسية اذا وجد سبيلا للعلا حتى في القمر لما تاخر عن ذلك، المعالج يبحث عن الأمل في الحياة ولا يهمه اين وكيف .
تكرر الحديث عن زفاف ابنه وعن المصاريف التي اوصلها البعض الى ارقام فلكية ، الزواج كان في الريف، في الخلاء المخلي، يعني في بالمجان في الطبيعة، ثانيا فان الزواج تم في اجواء عروشية، ولمن لا يعرف عروش الوسط الغربي للبلاد التونسية الهمامة والفراشيش وماجر وجلاص ،فان العادة القديمة جلب الاكل الى محل الزفاف او محل الميت، ثم تطورت في حالة الزفاف الى جلب مستلزمات الاكل باعتبار ان الزواج يخطط له مسبقا ويعرف موعده وبقي الحال كنّا هو في الموت لان الموت ياتي بغتة.
بوعلي ربما يكون الشخصية رقم واحد في سيدي بوزيد ، وهو ايضا الرييس الشرفي لارلمبيك سيدي بوزيد وكلمته مسموعة لدى الجميع وفِي ولاية ثمانين بالمية من سكانها يعتمدون على الفلاحة ويسكنون الأرياف ستجد من الطبيعي جدا ان يجلب الناس الخرفان والكسكسي ، واني اجزم ان بوعلي لم يصرف قرشا واحدا على ذلك الزواج وانما العادات والتقاليد ، مازال هناك بقية من التاخي والمروءة والكرم عند الناس .
بوعلي كان رجلا فقيرا ولكنه كان رجلا شريفا رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.
وعدى الله كل من ولغ في عرضه….محمدعلی الحراثٛ..لندن