بلادنا تنزف دفوعات مادية دون تحقيق مرابيح مالية….
بلادنا مواقع إنتاج تحت سيطرة قراصنة المارقين عن القانون باسم الديموقراطية و حرية الاحتجاج و مساندة نقابات و نواب و نخبة من المجتمع المدني و حقوقيين و اعلام و الرأى العام لكل أشكال الاعتصامات الشرعية و الغير شرعية ان لم نؤكد على أنها سلمية او مدعومة الأجر و التحريض و لكن ما من احد تحدث عن حق الدولة و حق المؤسسات المنتهكة الحرمات المحرومة من مزاولة طبيعة أشغالها و سيرورة إنتاجها …
نعم باسم ثورة الياسمين أصبحنا مع افتكاك و استعمار و توظيف إلى مواقع الإنتاج و تعطيل الإنتاجية أو ممارسة العنف المادي و المعنوي على المؤسسات و الإدارات و الوزارات و الحكومات … الاحتجاج و الاعتصام يتحول إلى حياة الجحيم و صعوبة في المفاوضات الاجتماعية مع التنسيقيات الجهوية و هذا ما اربك و عطل خطوات الحكومة المتعاقبة منذ اندلاع الثورة ….
بلادنا تأن من أوجاعها و ازداد الأوضاع تازما التأثيرات الخارجية و توتر العلاقات الدولية مما نذكر انتشار وباء الكوفيد العالمي و ضرب الحركية التجارية و النقل و المواصلات بين الشعوب و كذلك نذكر الضربات الارهابية و ما انجر عنه من تصريحات مذهبية و دينية و كذلك نذكر التحولات الاقليمية و خاصة القضية الليبية. الليبية ..
* نعم يجب التأكيد بلادنا في أمس الحاجة لأبنائها ….
من أبنائها من يحس بآلامها و المخاطر التي تهدد مكانتها العالمية و هيبتها و قوتها الاجتماعية و الاقتصادية ومنهم من هم سبب في آلامها و الدفع بالأوضاع إلى التدحرج إلى الاسواء ، ومنهم من تبلدت أحاسيسهم فماتت فيهم معاني الوطنية والشعور بالإنتماء …. و التحول حسب قوة الريح يبحث عن التموقع بالقرب ماسك السلطة و أصحاب القرار بلغة أخرى ( يميح وين يميح الريح او ينصر من صبح )
إننا وبالرغم كل ماحدث لبلادنا لازلنا نقف على حافة الهاوية .. وعلينا أن نتلفت يميناً وشمالاً ، ومن أمامنا ومن خلفنا وأن نكون في غاية الحذر والإنتباه من الأيادي الخفية التي تعمل جاهدة وتسعى بكل ما أوتيت من إمكانات وقدرات للدفع بنا الى الهاوية التي نخشى أن لا يكون لها قيام قامة او بلوغ الوقوف بعد لطخة او إصلاح بعد شرخ عميق او بلوغ موت سريري لا حياة للوطن بعد ذلك….
إنه وبالرغم كل ماحصل لا يزال بإمكاننا أن نضمِّد الجراح ، ونخفف من أنَّاة الجميع ، ونسوِّي الصفوف ، ونعبِّد لأنفسنا طريق الأمل ..تونس ملك للجميع و تتسع للجميع و أرض السلام و موطن الشجعان… عاشت الخضراء
الى هنا ويكفي .. فقد يحوِّلنا من لايريد لنا الخير الى حطب يشعل نار الفتنة بيننا…. اليوم تونس تنادي شعبها من أجل الوقوف جسد واحد لانتشالها من أيادي العابثين.
الى هنا وكفى .. وعلينا أن نحاول مهما كانت المرارة في الحلوق الاجتماعية والاقتصادية و السياسية .. وعلينا أن نحاول مهما كان النزيف يتدفق .. و المأساة تزداد عمقا
يكفي يا شعب اليوم تونس تناديكم….
عاشت تونس حرّة مستقلّة أبد الدهر
يكتب اليكم نورالدين بلقاسم