رسالة دوارهيشر ..

اليوم، الإثنين 16 نوفمبر 2020، خرج عدد من أبناء دوارهيشر للتظاهر وتبليغ مشاغلهم ونفض الغبار عن مشاكلهم ومعضلات الجهة المتراكمة صادحين بصوت واحج «يزّي مالحقرة» حيث شارك في هذه الحركة الاحتجاجية شباب الحيّ أغلبهم من حاملي الشهادات العليا وأصحاب الدبلومات وعاطلين ومهمشين يعيشون على هامش المشهد حيث تبنوا شعار جامعا مفاده “لا لاستمرار تهميش المفروزين اجتماعيا”.
ومنطقة دوارهيشر هي من أكثر مناطق ضواحي العاصمة تهميشا ولا يسترعى الانتباه لها إلا في الانتخابات كما أسلفنا حتى إذا قضيت بأهلها المصلحة انفض الجمع وغسلوا أيديهم واداروا ظهوره، أما مواطنو فهم ليسوا في دائرة الاهتمام الاعلامي من جانب المسائل التنموية والاستثمار وما شابه بل الكارثة لا يذكرهم بعض اعلام السوء الا بسوء، حيث يروج للجهة على انها حاضنة ارهاب واجرام وعنف.
هذا الحي المنفصل عن التضامن الكبير لاسباب تنظيمية وديمغرافية ابناؤه اطارات عليا في الدولة بمؤسساتها المختلفة، وفيهم العديد قريبون من دوائر القرار والسلطة منذ عقود وليس سنوات، ومنهم شهداء الوطن من الامنيين والعسكريين والمدنيين ومنهم المسؤولون في مواقع كثيرة حيوية وذات جدوى.
وأيضا هذا الحي التاريخي والقديم والذي كان له اثره دائما وأبدا في الحركة السياسية في الفترة البورقيبية وفي عهد المخلوع، هذا الحي الآهل بما يضاهي 152 ألف ساكن أو يزيد أو ينقص قليلا لا يهرع إليه ساسة الدولة التونسية قبل وبعد الثورة إلا عند الانتخابات فهو “خزّان انتخابي” خاصة في تأثير هذا الحي الواسع على مناطق متاخمة مثل “حي التضامن” و”حي 18 جانفي” ووادي الليل و”شباو” و”بجاوة” ذهابا إلى جهات منوبة الأخرى وصولا إلى طبربة والجديدة حيث تترابط جميع هذه المناطق ديمغرافيا وعبر حركة النقل والتجارة وخاصة المجمع الصناعي الكبير ب”قصر السعيد” الذي يجمع آلاف مؤلفة من ابناء من العمال والاطارات.
رسالة دوارهيشر تؤكد ضرورة أن السيل بلغ الزبى بالنسبة للمهمشين في الجهة وهم الغالبية تقريبيا والذين وجدوا الصواب في ما اطلقوه على انفسهم من تسمية، رسالة بالالتفات الجاد للمنطقة المتغافل عنها والتعجيل بالاطلاع على واقع هذا الحي الكبير.
ولعل تدخل الدولة والاضطلاع بدورها التنموي والاجتماعي في دوارهيش سيضرب عصافير كثيرة بحجر واحد، من ذلك تحسين الوضع المعيشي والصحي للمواطنين وتجنب أي احتقان محتمل وقطع الطريق أمام اية محاولة للسمسرة سواء كانت حزبية أو غيرها.
(قيس العرقوبي)

Comments are closed.